أكدت مصادر قريبة من المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي، خبر تقديم الأخير استقالته من منصبه في انتظار الإعلان عن ذلك بصفة رسمية، فيما أشارت ذات المصادر إلى سعي بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة لإقناع الإبراهيمي بالعدول عن قراره. يأتي خبر استقالة الإبراهيمي، وإن بصفة غير رسمية، ليؤكد تهديدات المبعوث الأممي الذي لمح أكثر من مرة إلى استحالة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية في ظل تمسك طرفي النزاع بشروط مسبقة ورفضهم تقديم تنازلات من شأنها بعث المفاوضات، في إشارة إلى الخلاف الجوهري حول بقاء الأسد من عدمه خلال المرحلة الانتقالية. وفي انتظار تأكيد خبر الاستقالة، تذهب كل المؤشرات إلى استحالة عقد الجولة الثالثة من مفاوضات الحل السياسي في الوقت الراهن، استنادا لتصريحات الإبراهيمي نفسه الذي اعتبر أن إصرار حكومة دمشق على تنظيم الانتخابات الرئاسية على خلفية الأحداث التي تعيشها البلاد من شأنه ضرب المفاوضات، وهو ذات ما ذهبت إليه المعارضة، الطرف الثاني في مفاوضات الحل السياسي، إذ اعتبر الائتلاف السوري أن الانتخابات تكريس للوضع القائم واستمرار للنظام، فيما نددت الخارجية السورية بتصريحات الإبراهيمي، في تأكيد على أن الانتخابات الرئاسية المقررة الشهر القادم “شأن داخلي ولا علاقة له بمفاوضات السلام”. ويرى المتابعون للشأن السوري بأن الحديث عن رمي الإبراهيمي للمنشفة يأتي بُعيد إعلان حكومة دمشق عن فتح باب الترشح للرئاسيات، ما اعتبره المبعوث الأممي حجر عثرة في طريق المفاوضات. في المقابل، ذكرت الهيئة السياسية المعارضة على لسان فايز سارة المستشار السياسي والإعلامي للأمين العام للائتلاف أحمد الجربا، أن الائتلاف ما يزال مؤمن بإمكانية التوصل لحل سياسي لإنهاء مأساة الشعب السوري، مشيرا إلى أن الزيارة التي يقوم بها أحمد الجربا الأسبوع القادم إلى واشنطن تدخل في إطار بحث سبل بعث المفاوضات من جديد. من جانبها، فند بيان الخارجية الروسية الاتهامات الموجهة إلى دمشق من طرف عدد من العواصم الغربية والمعارضة بشأن استخدام الأسلحة الكيميائية مؤخرا في بعض المدن السورية التي تشهد اشتباكات بين الجماعات المعارضة المسلحة والجيش النظامي.