شرعت القوات الروسية في الزحف غربا باتجاه الحدود مع أوكرانيا بإجراء مناورات عسكرية في محاولة عرض العضلات وتوجيه رسالة واضحة إلى حكام كييف. وتزامن ذلك مع إنزال 150 مظلي أمريكي قرب عاصمة ليتونيا ريغا. وقال وزير الدفاع الليتوني إن القوات الأمريكية ستبقى مرابطة حتى نهاية السنة وفقا للالتزامات الأمريكية ترقبا لتطورات الأزمة الأوكرانية. وكانت الولاياتالمتحدة قد نشرت قبل ذلك 600 عسكري في بولونيا (130 جنديا) والباقي في بلدان البلطيق المجاورة. وسعيا منه لتجنيد الدول الغربية لسد الطريق أمام موسكو، قال الوزير الأول الأوكراني أرسيني ياتسنيوك إن روسيا تريد الشروع في “حرب عالية ثالثة”، داعيا المجموعة الدولية إلى “الاتحاد ضد الاعتداء الروسي”، لأن “الدعم الذي تقدمه روسيا للإرهابيين يشكل جريمة دولية”. في هذه الآونة، أعلنت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية فاتو بن سودة عن فتح تحقيق مبدئي في الجرائم المرتكبة قبل وبعد سقوط الرئيس فكتور يانكوفيتش. يشار إلى أوكرانيا لم توقع على وثيقة روما المؤسسة للمحكمة الجنائية. لكن ذلك لم يمنع البرلمان الأوكراني من دعوة الجنائية الدولية في 25 فبراير إلى متابعة الرئيس السابق بتهم قمع المحتجين في “الميدان”. وعلى أرض الميدان، أعلن الجيش الأوكراني عن عزل مدينة سلافينسك بسد الطرق المؤدية إليها تزامنا مع تفعيل “عملية مكافحة الإرهاب”. وأصيبت مروحية أوكرانية بقذيفة أمس بكراماتورسك، ما أدى إلى تفجيرها وإصابة قائدها بجروح. هذا واتفق أمس قادة الولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا على سن عقوبات جديدة ضد موسكو، ووجهوا النداء ل“مجموعة 7” لإصدارها، في ندوة مشتركة عبر الهاتف. وكان وزير خارجية روسيا سرغاي لافروف قد اتهم الولاياتالمتحدة بشن “حملة دعائية ضد روسيا وضد كل من يحتج على الأعمال غير الشرعية التي تقوم بها سلطات كييف”. وكان كاتب الدولة الأمريكي جون كيري قد انتقد روسيا بشن حملة دعائية عبر قناة روسيا اليوم التي حرفت تصريحاته. وطالب القناة المهنية بتقديم الأدلة. وعبرت المستشارة الألمانية أنجيلا مركل عن قلقها من الوضع في أوكرانيا في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي، ودعته إلى تطبيق اتفاق جنيف حسب ناطقها الرسمي. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون هو الآخر عن قلقه من الوضع بعد مقتل 5 أشخاص أول أمس شرق أوكرانيا في عملية “مكافحة الإرهاب”. فيما هدد المندوب الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، بتطبيق “قرار مجلس الاتحاد الروسي (البرلمان)” في حال “ظهور السيناريو الأسوأ”. وكانت الغرفة العليا للبرلمان منحت الرئيس بوتين صكا على بياض في إعلان الحرب داخل أراضي أوكرانيا وقتما أراد.