بوضياف مطالب بالتحقيق مع الصيدلية المركزية حول أسباب الندرة كشفت مصادر مسؤولة، عن ندرة حادة في الأكياس البلاستيكية الموجهة لجمع وتخزين الدم، تزامنا مع عمليات التلاعب والسرقة المنظمة التي استهدفت هذه المادة مؤخرا، ما سبب حالة استنفار بمراكز حقن الدم على مستوى المستشفيات الجامعية بعد توقف عمليات التبرع، وهو أمر يهدد المخزون الوطني، حيث سيتسبب في شل مصلحتي الجراحة وفقر الدم وتعريض المرضى إلى الموت، مادامت حياتهم مرتبطة بهذا السائل الحيوي. طالب العاملون على مستوى مركز حقن الدم بالمستشفيات بالتحقيق في أسباب الندرة غير المسبوقة للأكياس البلاستيكية المخصصة لجمع وتخزين الدم، حيث تعيش هذه المصلحة منذ أسابيع حالة استنفار تبعا لتوقف عمليات التبرع من قبل المواطنين، وهو ما يهدد، حسبهم، بنك الدم الموجود على مستوى المستشفيات الجامعية، علما أن هذا الأخير هو القلب النابض لكل مؤسسة صحية. وقالت مصادر من القطاع إن تراجعا محسوسا في كميات الدم المتبرع بها على مستوى مختلف النقاط المنتشرة عبر ولايات الوطن لوحظ مؤخرا، وكذا مراكز حقن الدم على مستوى المستشفيات، بعد أن أصبح المواطن مجبرا على إحضار الكيس البلاستيكي كشرط لقبول تبرعه بالدم، ما كان وراء عزوف الكثير من المواطنين. وحرصت المصادر التي تحدثت ل “الخبر” على دق ناقوس الخطر، باعتبار أن بوادر أزمة الأكياس البلاستيكية بدأت تتجلى على أرض الواقع، حيث تعيش مصلحة الجراحة تذبذبا كبيرا في برمجة العمليات الجراحية، خوفا من نفاد مخزون الدم، وشرع المسؤولون عنها فعليا في تأجيل العمليات لتجنب توقف تام للتزود بهذا السائل الحيوي. وتتخوف مصادرنا، من أن تمتد الأزمة إلى مصلحة فقر الدم التي يحتاج المرضى الموجودون على مستواها إلى كميات دورية ومنتظمة من هذه المادة، وانقطاع التزود بها يعني الهلاك المحتوم لهؤلاء بما أن حياتهم مرهونة بمخزون الدم الموجود على مستوى المستشفيات. وتعتبر الصيدلية المركزية المسؤول المباشر عن ندرة الأكياس البلاستيكية الموجهة لجمع وتخزين الدم، وإن كان مسؤولو هذه الأخيرة قد نجحوا بتعليمات وإجراءات صارمة من قبل الوزارة في امتصاص ندرة مختلف أنواع الأدوية والمستلزمات الطبية والجراحية، وتقليص قائمة المواد الصيدلانية التي اختفت من الصيدليات، في انتظار القضاء عليها نهائيا، إلا أن امتداد الندرة إلى الأكياس البلاستيكية يطرح أكثر من تساؤل حول ما إذا كان الأمر يتعلق بسوء توزيع تتحمل مسؤوليته هذه الهيئة، أم أن هيمنة “لوبيات” القطاع وصلت إلى بنك الدم و “البزنسة” بهذا السائل الحيوي، باعتبار أن الأكياس مستوردة من الخارج، وأن مصالح الأمن تحقق فعليا في سرقة كميات كبيرة من هذه المادة وتحويلها إلى خارج المستشفيات، بطلب من المسؤول الأول عن القطاع. مرضى تيزي وزو يستغيثون.. وفي هذا الإطار، يشهد مركز حقن الدم بالمركز الاستشفائي الجامعي محمد ندير بتيزي وزو منذ أيام ندرة في الأكياس البلاستيكية المستعملة لجمع الدم وتخزينه تحسبا للاستعمال، ما أقلق المرضى وأولياءهم وجعلهم في حالة استنفار للبحث عن هذه الأكياس. وأبدى أولياء المرضى استياءهم إزاء هذه الندرة بسبب عجز مسؤولي القطاع عن توفيرها، بعدما كان المشكل يخص نقص عدد المتبرعين بالدم مقارنة بعدد المرضى المحتاجين لهذا السائل الحيوي. واستنادا لمحدثينا، فإن مسؤولي مركز حقن الدم يطلبون من أولياء المرضى إحضار هذه الأكياس ومعها أيضا المتبرعين بالدم، بعدما كان دورهم يقتصر فقط على البحث وسط معارفهم وأصدقائهم وأهاليهم عن الراغبين في المساهمة في هذا العمل الخيري المتمثل بالتبرع بدمهم لفائدة مريضهم. وفي هذا الصدد أشار كريم صادق إلى أنه نقل ابنته التي تعاني من مرض نادر (ألفازي ميدولار) إلى مصلحة استعجالات الأطفال يوم 27 أفريل المنصرم للتكفل بها، وكانت بحاجة ل6 أكياس من صفائح الدم، فتم إرسال سيارة إسعاف إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي بالعاصمة لهذا الغرض، ولم يتحصلوا إلا على 3 أكياس فقط، لتتلقى علاجها بعد أزيد من 6 ساعات عن الوقت المحدد.