ينتظر أن تعلن وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، في الأيام القليلة المقبلة، عن قائمة اللقاحات الجديدة التي سيتم نشرها عبر الجريدة الرسمية، لكن رغم الإعلان عنها لم تحدد الكميات التي ستجلب، حيث أكدت مصادرنا أنها ستكون محددة وتعطى بصفة تدريجية، رغم أن المعمول به في هذا المجال هو توفير أكبر نسبة لضمان نجاح العملية. يستفيد كل سنة مليون طفل تقل أعمارهم عن سنة، إلى جانب مليوني متمدرس تزيد أعمارهم عن 6 سنوات، من التلقيح، بالإضافة إلى استفادة 37 مليون طفل تقل أعمارهم عن 5 سنوات في إطار البرنامج الموسع بين سنوات 1993 و2012، من اللقاح المضاد للشلل خلال الحملات الوطنية وأيام التلقيح العادية، لتقفز الميزانية المخصصة للبرنامج الموسع للقاحات من 251 مليون دينار سنة 1997، إلى مليارين و528 مليون دينار سنة 2012. ورغم ذلك، تبقى المكورات الرئوية والتهاب السحايا السبب الرئيسي في وفيات الأطفال بالجزائر، وهي الأمراض التي لم تكن تتوفر على لقاحات مضادة لها بالجزائر، والتي طالب عديد المرات خبراء صحة الأطفال بالجزائر بضرورة إدراجها ضمن قائمة اللقاحات الوطنية، ليكشف منذ أسبوعين وزير الصحة عبد المالك بوضياف عن التعديلات التي ستمس رزنامة اللقاحات بالجزائر قريبا. وسيتم نشر الرزنامة، في الأيام المقبلة، بالجريدة الرسمية، والإعلان عن إدخال كل من اللقاح المضاد للمكورات الرئوية، لقاح التهاب الغدة النكافية “أوريون”، اللقاح المضاد لشلل الأطفال واللقاح المضاد للحصبة الألمانية، ليؤكد وزير القطاع بأن إدراج هذه اللقاحات سيتم بصفة تدريجية، دون ذكر الكميات التي سيتم جلبها أو تحديد الفئات التي ستستفيد من ذات اللقاحات، حيث أكدت مصادرنا أن الأمر يتعلق بكميات محدودة توزّع بصفة تدريجية، وبالتالي لن تمس كل الفئات المعنية. عن هذه المسألة، أكد البروفيسور سليم نافتي، رئيس مصلحة الأمراض الصدرية والسل بمستشفى مصطفى باشا الجامعي ل”الخبر”، أنه في حالة ما تم التلقيح، فيجب أن يشمل الفئات المعنية ككل، إذ من غير المعقول أن نلقّح فئة دون أخرى. وأضاف المتحدث أنه فيما يخص اللقاح المضاد للمكورات الرئوية الذي طالبوا به كمختصين منذ سنوات، والذي من شأنه أن يخفّض بنسبة 50 في المائة وفيات الأطفال، وب5 في المائة من وفيات الكبار الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة، أنه يجب تلقيح 70 في المائة من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات، وكذا النسبة نفسها من البالغين المعنيين باللقاح الذين تزيد أعمارهم عن 40 سنة والممثلين بصفة خاصة في فئة المدخنين، وكذا من سبق لهم أن عانوا من التهابات رئوية. وأشار إلى أن الأمر لن يكون مكلفا، باعتبار أن عملية التلقيح تتم مرة كل 5 سنوات، وبالتالي فمن المعقول جدا أن نعمد إلى تلقيح كل الفئات المشار إليها سابقا لنصل إلى نسبة وفيات أقل. من جهته، أبرز البروفيسور جون بول غرانغو، خبير في طب الأطفال وأحد معدي البرنامج الوطني للقاحات الأطفال، أن المكورات الرئوية والتهاب السحايا تمثل السبب الرئيسي في وفيات الأطفال بالجزائر، مشيرا إلى أن إدراج اللقاح المضاد لهما بصفة يستفيد منها كل المعنيين، يساهم في تخفيض الوفيات ووقاية عدد كبير من الأطفال من هذه الأمراض.