فابيوس يعود من الجزائر حاملا كلاما جميلا ولكن لا شيء حدث انتقد القاضي الفرنسي المكلف بالتحقيق في ملف رهبان تيبحيرين، مارك تريفيديك، الحكومة الجزائرية، على خلفية عدم منحه موعدا رسميا لزيارة الجزائر بغرض تشريح جماجم الرهبان المختطفين والمقتولين بالمدية في مارس 1996. قال تريفيديك لإذاعة فرنسا الدولية، أمس، إنه لم يحصل بعد على موعد محدد من الحكومة الجزائرية بغرض القيام بمهمته بالجزائر، وأبدى القاضي الفرنسي انزعاجا شديدا ترجمه بطبيعة اللهجة التي تحدث بها، حيث قال ”نريد معرفة إن كانوا يسخرون منا”، واستغرب المحقق في ملف رهبان تيبحيرين السبعة الذين عثر عليهم مقتولين بالمدية عام 1996، كيف أن الجزائر أبدت قبولها تشريح جماجم الرهبان لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء مقتل الرهبان ومن قتلهم بالضبط، لكنه أكد أن زيارته المفترضة أجلت مرتين، ولم يحصل على دعوة رسمية محددة التاريخ لدخول الجزائر والقيام بمهمته، وقال تريفيديك ”لا تاريخ محدد لي لزيارة الجزائر، لا أفهم حقيقة ما يحدث، إن العدالة الجزائرية وعدت بأن الزيارة ستكون، لكن لحد الساعة لا شيء حدث”. وكان يفترض أن يزور القاضي الفرنسي الجزائر، شهر مارس 2013، لكنه لم يفعل لأسباب لم تعرف حينها، لكنها ربطت بانشغال الجزائر بتبعات اعتداء تيڤنتورين، شهرين قبل ذلك، (جانفي 2013) ثم ضرب موعد ثان للمكلف بملف التحقيق، لكن الموعد لم يثبت بدعوة رسمية من وزارة العدل بالجزائر. وأفاد تريفيديك ساخرا ”مرة سبتمبر ومرة أكتوبر.. نريد أن نعرف إن كانوا يسخرون منا أم لا”، وكان القاضي الفرنسي يرتب للزيارة من أجل تشريح جماجم الرهبان السبعة المقتولين، ليلة 26 إلى 27 مارس 96، بعد اتفاق مع الحكومة الجزائرية، لم يشمل طلبا فرنسيا للحكومة الجزائرية الاستعانة بشهود في التحقيق، ضمن قائمة أعدتها وزارة العدل الفرنسية عام 2012، وتتضمن أسماء تائبين ومسؤولين جزائريين خلال التسعينيات. وقدم المتحدث إشارة تفيد بأن التحقيق الذي قام به بخصوص مقتل الرهبان السبعة، يبقى رهين تشريح جماجم الرهبان، ما يعني أن عدم تمكنه من عملية التشريح، أبقى نتائج التحقيق في الخزانة، وقال القاضي الفرنسي ”القاضي الذي قام بتحقيق يبقى مجبرا على القيام بالتشريح إذا علق الأمر بقضية جنائية، ولا أحد يفهم لماذا لم يحدث هذا”. لكن المحقق الفرنسي يبدو من خلال كلامه أنه اشتم رائحة ”تراجع” لدى الحكومة الجزائرية، حينما أكد أن ”وزير العدل الطيب لوح وبعد تأجيل الموعد الثاني للزيارة شهر ماي، طمأن أنه ليس هناك أي اختلاف بين العدالة الجزائرية ونظيرتها الفرنسية، في هذه القضية”، ما يعني في نظره أن ما يعتزم القاضي الفرنسي المجيء لأجله، يمكن للجزائر أن تقوم به. وذكر مارك تريفيديك بتصريح وزير خارجية بلاده، لوران فابيوس، حينما قال إن ”المحقق الفرنسي (تريفيديك) يمكنه أن يحل بالجزائر قريبا”، لكنه أفاد ممتعضا ”إن فابيوس يبذل مجهودات لكنه لا يعود من الجزائر إلا وفي جعبته كلام جميل، لكن لا شيء حدث منذ أن صرح بذلك”. وتابع: ”لا يمكنني القول أكثر للجزائريين: حددوا أنتم التاريخ الذي يساعدكم ونحن سنأتي”. وتشتبه التحقيقات في اختطاف ومقتل رهبان تيبحيرين في ضلوع ”الجيش الجزائري” في العملية ولو بالخطأ، رغم أن تنظيم ”الجيا” تبنى العملية، لكن رغم ذلك، تسير التحقيقات نحو احتمال وقوع خطأ من جانب الجيش أودى بحياتهم.