سيشارك الوزير، الأول عبد المالك سلال، اليوم الأربعاء، في القمة السياسية التي ستجمع رؤساء الوفود الإفريقية والرئيس الأمريكي باراك أوباما. وسيقدم ممثل رئيس الجمهورية مداخلة خلال الدورة الثانية لهذه القمة، تخصص للسلم والأمن الإقليميين. وستتناول هذه الدورة المسائل المتعلقة بالأمن الإقليمي، كما ستدرس المقاربات الجديدة الكفيلة بمواجهة تحديات حفظ السلم في القارة الإفريقية. شدد المسؤولون الأمريكيون، في افتتاح القمة الأمريكية الإفريقية، أول أمس، على مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان والتداول السلمي على السلطة في القارة الإفريقية، ومحاربة الفساد وحماية حرية التعبير والصحافة. ودعت واشنطن، في رسائلها السياسية، القادة والرؤساء الأفارقة إلى عدم التشبث بكرسي الحكم، في دعوة صريحة إلى ضرورة التزام التداول على السلطة وتطبيق المعايير العالمية في الانتخابات. وأكد نائب الرئيس الأمريكي، جون بايدن، أمام 35 رئيس دولة و9 رؤساء حكومات، منهم الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يمثل بوتفليقة في هذه القمة، على ضرورة محاربة “سرطان الفساد”، في حين ألح وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، على أهمية احترام الديمقراطية ودولة القانون وحقوق الإنسان. جون كيري الذي قدم مثالا بالزعيم الجنوب إفريقي نيلسون مانديلا، قال إن “أغلبية الشعوب الإفريقية مع تحديد العهدات الرئاسية بالنسبة للقادة الأفارقة”، مشددا في هذا الصدد “إننا ندعو الرؤساء لعدم تعديل الدساتير لحساباتهم الشخصية أو السياسية”، قائلا في هذا الصدد إن “مؤسسات قوية أفضل من رجال أقوياء”، في دعوة صريحة إلى ضرورة بناء مؤسسات دستورية قوية وتفادي بناء أنظمة دكتاتورية والانفراد بالسلطة. وقبل ذلك كان الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، قد أكد أمام جمع من الطلبة الأفارقة بأن “دولة القانون تعني أيضا ضرورة أن لا يتمسك القادة والرؤساء بالحكم مدى الحياة”. وتأتي هذه الرسائل الأمريكية في اليوم الأول من أول قمة تاريخية بين الولاياتالمتحدةالأمريكية وإفريقيا، على ضوء لجوء أغلب الرؤساء الأفارقة، ومن بينهم الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي عدل الدستور في 2008، للاستمرار في الحكم، حيث يقضي أغلبهم أكثر من 20 سنة في السلطة دون السماح بأي تداول سلمي على السلطة، ما يعني عدم احترام قواعد الديمقراطية وتزوير الانتخابات ومنع المعارضة من الوصول إلى الحكم. وتعد الرسائل الأمريكية التي أطلقها كل من نائب الرئيس الأمريكي جون بايدن وكاتب الدولة للخارجية جون كيري، بمثابة الشروط المفروضة من قبل واشنطن التي يتعين على الرؤساء الأفارقة الالتزام بها، للحصول على المساعدات والدعم الاقتصادي والتجاري المقدم من قبل البيت الأبيض للدول النامية والفقيرة، خصوصا وأن القمة تبحث سبل التعاون والاستثمار بين أمريكا، القوة الاقتصادية الأولى في العالم، والقارة الإفريقية التي تتطلع، حسب صندوق النقد الدولي، إلى تحقيق 5,8 بالمائة في نسبة النمو. وضمن هذا السياق، ينتظر أن يعلن الرئيس أوباما، بمناسبة هذه القمة، عن اعتزام شركات أمريكية استثمار 14 مليار دولار في القارة الإفريقية. من جانب آخر، سيكون الملف الأمني حاضرا بقوة في هذه القمة، خصوصا بالنظر إلى النشاط الإرهابي الذي تقوم به “القاعدة في المغرب الإسلامي” في الساحل وتنظيم بوكو حرام في غرب إفريقيا. وضمن هذا السياق، سيقدم ممثل رئيس الجمهورية، عبد المالك سلال، مداخلة خلال الدورة الثانية لهذه القمة، تخصص للسلم والأمن الإقليميين، على ضوء الجهود المبذولة لحل أزمة مالي وإفريقيا الوسطى والتنسيق الأمني مع دول جوار ليبيا.