تحولت قضية مقتل اللاعب الكاميروني ألبر إيبوسي بوجونغو في الساعات القليلة الماضية إلى مادة دسمة لوسائل الإعلام الفرنسية، التي تفاعلت بشكل لافت مع التطورات الأخيرة التي عرفتها، وهذا منذ التصريحات المثيرة التي أدلى بها الطبيب الكاميروني ألبير موني بخصوص نتائج عملية التشريح التي أجريت على جثة الفقيد بمسقط رأسه بالكاميرون، والتي تتعارض، حسبه، تماما مع الرواية الرسمية الجزائرية، في وقت أعلن محامي عائلة الفقيد رفع دعوى قضائية لدى السلطات الكاميرونية والفيفا. أسهبت مواقع مثل فرانس 24، ليكيب، فرانس فوتبول، ميديترياني و”فرانس واست” في الحديث عن تطورات قضية مقتل إيبوسي بشكل “دوّل” الحادثة التي امتدت لوسائل إعلام عالمية، مثل هيئة الإذاعة والتلفزيون البريطانية “بي بي سي” والتي أجمعت على غرار نظيرتها في الإعلام الفرنسي على تكذيب الرواية الرسمية الجزائرية، بناء على نتائج عملية التشريح التي أجريت على الفقيد منتصف شهر سبتمبر الماضي والتي تم الإعلان عنها من طرف عائلة الفقيد خلال ندوة صحفية يوم السبت 13 ديسمبر الماضي والتي تؤكد على أن إيبوسي “قتل عمدا”. وتواصل المواقع الفرنسية والدولية واسعة الانتشار التفاعل مع تصريحات محامي عائلة “بوجونغو” الذي أكد أن التشريح الأخير كان سجل معاينة خلع بالكتف الأيسر للفقيد، مرجحا أنه نتج عن مقاومة اللاعب وأنه بعد شلّ حركته تم ضربه بجسم صلب على مستوى الرأس تسبب له في كسر بالجمجمة وقطع في الأعصاب، وهي الرواية التي كذبتها إدارة شبيبة القبائل عبر أحد مسيريها الذي صرح لفرانس 24 قائلا “من يسمع نتائج التشريح الثاني يتصور أن الفقيد دهسته حافلة”. ويمكن القول أن السلطات الجزائرية بالتزامها الصمت إزاء التطورات الأخيرة واكتفائها بالتأكيد على أن القضية لازالت قيد التحقيق، هي أيضا تغذي الشائعات التي لم تنقطع يوما منذ مقتل اللاعب، خاصة وأن ذات السلطات عاجزة عن تقديم أدنى معلومة بخصوص مجرى التحقيق الذي أعلن عنه وزير الداخلية الطيب بلعيز مباشرة غداة الحادثة، لتمر أربعة أشهر ومصالح الأمن والعدالة عاجزة عن الكشف عن الدليل المادي للجريمة أو تقديم الجاني أمام العدالة. وتصر عائلة الفقيد بدورها على أن ابنها دخل الرواق المؤدي لغرف الملابس وهو حي يرزق، وأنّه قتل داخله، مكذبة الرواية الرسمية التي أعلن عنها وكيل الجمهورية لولاية تيزي وزو وبعده وزير الرياضة محمد تهمي، والتي فسرت الحادثة بإصابة الفقيد بمقذوفة ألقاها أحد المشجعين الغاضبين على هزيمة فريقه أمام اتحاد العاصمة في 23 أوت الماضي. ومن مخلفات هذا التأخير أيضا في الكشف عن نتائج التحقيق، إعلان المحاميين الكاميرونيين روبان بيلاب وجون جاك برتران، أول أمس، رفع دعوى قضائية لدى السلطات الكاميرونية ومراسلة الاتحادية الدولية لكرة القدم ومطالبتها بالتحرك للضغط على المسؤولين الجزائريين للكشف عن كامل ملابسات الحادثة، منتقدين في تصريحات نقلتها وسائل إعلام كاميرونية، أول أمس، ما وصفوه “ببطء” العدالة الجزائرية.