دعا الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعداني، أمس، أجهزة العدالة ل”الاضطلاع بمهامها فيما يتعلق بتجاوزات المعارضة”، مقدرا أن ما يصدر عن هذه الأخيرة “مضر بمصلحة البلاد ويعرضها إلى اللااستقرار”. هاجم سعداني رموز المعارضة وخص بالذكر، رؤساء جبهة العدالة والتنمية وحركة مجتمع السلم وحزب جيل جديد، متهما إياهم بأنهم “يجهلون أبجديات العمل السياسي”، وبأنهم “حاضرون فقط على أعمدة الجرائد وبلاتوهات القنوات التلفزيونية”. وفي نفس السياق، انتقد سعداني الذي كان يتحدث أمام المشاركين في ندوة حول التكوين السياسي بالعاصمة، بالاسم كلا من عبد الله جاب الله وعبد الرزاق مقري وجيلالي سفيان، حيث قال إن “لا أحد منهم يستطيع ملء قاعة بالمناضلين”، مشيرا إلى أنه “يوجد من يزعم الانتماء للمعارضة وهو لا يحوز إلا على الختم الخاص بالحزب”. وبنبرة تهكمية، واصل سعداني هجومه على أحزاب وشخصيات هيئة التشاور والمتابعة، الداعية إلى تغيير النظام سلميا من خلال العودة إلى الشرعية عبر مسار انتخابي حر وشفاف، قائلا: “ينبغي لمن يريد دخول عالم السياسة أن يحظى بتاريخ ورجال وبرامج وحاضنة”، في إشارة ضمنية إلى أن من يعارضون السلطة مجهولون ولا يتمتعون بأي رصيد سياسي لهم. وتساءل أمين عام الأفالان: “أين تلقى أخونا جاب الله تكوينه السياسي؟ ما إيديولوجيته وعلاقاته الدولية والداخلية وامتداده الشعبي وانتصاراته وانكساراته وأسبابها؟ لماذا انشق عنه المحيطون به؟”. ونفس الشيء بالنسبة إلى حمس ومقري، التي كان لها نصيب مما يمكن اعتباره “تقزيما” لحضورهما السياسي، متسائلا عن “مدى انتشارها في الجامعة والزاوية والمسجد وتمويلها وامتداداتها وعلاقاتها بحماس الفلسطينية، وفي مصر وأندونيسيا وتركيا، التي كان لها دور عبر حزب العدالة والتنمية، في ما حدث في عدة دول عربية.. نحن نعرف ما فعلت ونعرف ما تفعله إيران من خلال الحوثيين في اليمن، وفي الإمارات وعلاقتها بحزب الله في لبنان”. كما هاجم سفيان جيلالي، موضحا بأنه “يصف نفسه بأنه قائد للتغيير وهو في حقيقة الأمر، لا وجود له ولا لحزبه إلا في الجرائد والتلفزيونات”. وردا على أسئلة الصحافيين، أوضح سعداني بخصوص رسالة بوتفليقة بمناسبة عيد النصر، إن حزبه “يثمّن ما تضمنته، وعلى السلطات العمومية الاضطلاع بمهامها في حماية الوطن واستقراره، من خلال التعامل بحزم وطبقا للقوانين” مع المعارضة وما يصدر عنها من أقوال وأفعال “تضر بالدولة”، مثلما هو الشأن مع “التجمعات والاجتماعات غير المرخصة”، على حد تعبيره. وبشأن ما فهمه من الرسالة، أجاب: “إنها تحمل دلالتين، الأولى أن الوضع الداخلي صعب وينطوي على تداعيات سلبية على الأمن والاستقرار، والثانية، أن الاستمرار في “هذا اللعب” سيؤدي إلى مزيد من اللاإستقرار”. وسئل سعداني عن تعديل الدستور وموعده، فأشار إلى أن الأفالان اقترح أكثر من 30 تعديلا، أما بخصوص موعده فأجاب: “علمه عند ربي وعند الرئيس، ونفس الشيء بالنسبة للتعديل الحكومي، حيث قال إنه قادم لا محالة، لكن وحده الرئيس من يقرره وموعده”. أما عن تاريخ انعقاد المؤتمر العاشر للحزب، قال سعداني “إن التحضيرات جارية”، واعدا بأن “يكون عرسا”. وبخصوص ما يتردد حول مشروع إعداد شقيق الرئيس الأصغر، سعيد بوتفليقة، لخلافة رئيس الجمهورية، قال سعداني إنها “مجرد حكايات”. وفي بيان صادر أمس عن الأمانة العامة للحزب، قال الأفالان إن رسالة الرئيس بوتفليقة، بمناسبة عيد النصر، “خارطة طريق واضحة المعالم والأهداف”، مؤكدا دعمه لتوجيهاته من “شجب وتحذير من محاولات أولئك الذين يريدون إثارة الفوضى، وهو ما يقتضي الحزم والصرامة في الدفاع عن الدولة الجزائرية”.