تشهد ليبيا رغم جولات الحوار السياسي، مواجهات على عدة جبهات شرق وغرب بين الجيش الوطني الليبي بقيادة الفريق حفتر، وقوات فجر ليبيا، لتعطي الانطباع بأن كل طرف راغب في جعل السلاح من أهم المتغيرات لفرض خيارات في الترتيبات السياسية المقبلة في ليبيا. يعتري المشهد الليبي تجاذبات خلفيتها حرب مواقع بين الفرقاء عرفت تصعيدا ميدانيا بأبعاد ثلاثة، الأول غرب ليبيا أين يحاول الجيش الوطني الليبي وبسند جوي، السيطرة على مناطق كانت بيد قوات فجر ليبيا وحلفائها من الدروع، إذ سيطرت القوات المساندة لجيش حفتر المعروفة بجيش القبائل على مدن الغرب المحيطة بالعاصمة، كما كشفت عنه عمليات مست جنزور التي تبعد 12 إلى 15 كلم غرب العاصمة، والزهراء بنفس المسافة جنوب غرب، فضلا عن تقاطع الطرق ومقرات الكتائب والثكنات مثل مقر الكتيبة 27 القريب من الزاوية وتاجوراء، ومنطقة ورشفانة بما في ذلك العزيزية والناصرية والجمال والساعدية، ومناطق من شرق طرابلس بعد بروز تحالف جديد بين الجيش الوطني الليبي وكتيبة 101، وهو ما يتيح قطع الامدادات بين قوات فجر ليبيا وغرب البلاد، تمهيدا لإسقاط العاصمة كأهم معاقل فجر ليبيا، هذه الأخيرة التي قامت بقصف مطار الزنتان ومخزن ذخيرة بمنطقة الرييانة. بالمقابل، تشهد مناطق الشرق معارك بين فجر ليبيا وعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والجيش الوطني الليبي وحلفائه، وتتركز في أهم المدن المتمثل في بنغازي، وترمي العمليات العسكرية أساسا الى تخفيف الضغط على الجبهة الغربية، وفك الطوق عليها من قبل قوات فجر ليبيا، وتشتيت القوات التابعة لها على مساحة أوسع. أما الجبهة الثالثة، فتخص معارك قوات فجر ليبيا في سرت ضد داعش، هذه الأخيرة المسيطرة على كل من ميناء سرت واڤادوڤو أي قلب سرت، فيما تعمل الكتيبة 166 المكلفة من قبل رئاسة الأركان العامة للجيش الليبي على إخراجها منها.