كان المتوفى قد رافق والدته إلى البقاع المقدسة لأداء مناسك العمرة وعاد إلى الجزائر يوم 23 ماي المنصرم، وبعد ظهور مضاعفات وأعراض للحمى والزكام، أدخل المستشفى الجامعي بتلمسان يوم 29 من الشهر نفسه، لتثبت الفحوصات والتحاليل التي أجريت بمعهد باستور بالجزائر العاصمة أنه مصاب بفيروس كورونا القاتل، ليوضع في جناح خاص تحت حراسة مشددة بمصلحة الأمراض المعدية. وعلمت ”الخبر” أن التقرير الطبي الأولي الذي أعدّه فريق العلاج بعد وفاة المصاب، تحدث عن مضاعفات وتطورات للحالة الصحية للمريض الذي كان يعاني ويعالج من مرض مزمن، ولم يتحمّل جسمه مقاومة الفيروس. وكان بيان سابق لوزارة الصحة قد أشار إلى استقرار الحالة الصحية للمصابين بالفيروس على المستوى الوطني، وكان مصاب آخر يرقد بمستشفى القليعة في ولاية تيبازة. للإشارة، المتوفى عمل سنوات طويلة ضمن جهاز شرطة الحدود بمطار زناتة مصالي الحاج الدولي بتلمسان، وهو أب لخمسة أولاد. من جهة أخرى، أكد، أمس، مدير مستشفى الحكيم فارس بن يحيى بالقليعة في تيبازة، تحسن صحة المصاب بفيروس كورونا بعد 17 يوم من العناية الصحية المركزة، وقال المدير بونجار بن يوسف إن أعراض الإصابة بالفيروس المتمثلة في السعال المتواصل وارتفاع الحمى وضيق التنفس، عرفت تراجعا إلى حد كبير لدى المصاب. وأضاف المدير في تصريح ل«الخبر” أن الحالة الصحية للمريض ذي 66 سنة عرفت تحسنا كبيرا مقارنة بيوم دخوله مصلحة الأمراض المعدية بالمستشفى قبل 17 يوما. وأشار إلى أن الطاقم الطبي الذي يشرف على متابعته بالعزل الصحي، أكد أن صحة المعني تعرف تقدما بصفة يومية، حيث تكاد تختفي أعراض الإصابة بالفيروس كليا. وزير الصحة ل”الخبر”: أجنحة خاصة للمشتبه بإصابتهم صرح وزير الصحة والسكان أن مصالحه أعدت برنامجا وقائيا، خاصة في المصالح الاستشفائية بالجزائر، حيث أن جميع المشتبه بإصابتهم بفيروس ”كورونا” سيحوّلون إلى أجنحة خاصة إلى أن تثبت إصابتهم بالمرض، على أن تقدم رعاية خاصة واستثنائية للمصابين حتى لا ينتقل المرض، وقال إن المريض المتوفى تم التكفل به منذ دخوله إلى المستشفى. وأفاد المسؤول الأول عن القطاع في اتصال هاتفي مع ”الخبر”، أمس، أنه في الوقت الراهن لا يوجد فيه علاج أو لقاح ضد هذا الفيروس، فإن الضرورة تقتضي التشديد من الإجراءات الوقائية بالنسبة للحجاج الذين يزورون البقاع المقدسة لاحقا أو المعتمرين. وعلى مستوى المصالح الاستشفائية، فإن غرفا خاصة تم تخصيصها على مستوى كل مصلحة لاستقبال المشتبه في إصابتهم حتى لا تنتقل العدوى إلى غيرهم، ويتم التكفل بهم طيلة مكوثهم بالمستشفى، مثلما وقع مع المريض المتوفى أمس بتلمسان، والذي، يضيف الوزير، تم التكفل به بشكل جيد، حيث يتم التأكد عن طريق مركز باستور، خاصة وأن الكثيرين يتضح أنهم يعانون من حمى بسيطة فقط. وشدّد المتحدث على أن مصالحه تتعامل بصرامة هذه السنة مع الملفات الطبية للحجاج، المنتظر أن يزروا البقاع المقدسة، ونصح جميع الأشخاص الذين يعانون مشاكل صحية أن يتفادوا الحج هذه السنة، ليس لتفادي مرض كورونا فحسب، وإنما لتفادي أي مضاعفات صحية خطيرة. الجزائر: مصطفى بسطامي وزير الشؤون الدينية ل ”الخبر”: سنحدد الموقف الشرعي من حج 2014 الثلاثاء المقبل صرح وزير الشؤون الدينية، محمد عيسى، أن مصالحه ستحدد الموقف الشرعي من حج 2014 بعد تاريخ 17 من شهر جوان الجاري، حيث قال إن فيروس ”كورونا” الذي انتشر في البقاع المقدسة صار مشكلا حقيقيا بالنسبة للمعتمرين والحجاج، وعليه وجب اتخاذ موقف صارم وجاد في القريب العاجل. وأضاف الوزير على هامش عرض المخطط الحكومي، أمس، بمجلس الأمة، أن مصالحه راسلت المجالس العلمية من أجل إبداء رأي شرعي، خاصة في شأن النساء والحوامل والمرضى، باعتبارهم الأكثر تعرضا للمرض. وحسبه، فإن رأي المجالس العلمية سيكون مدعوما برأي الأطباء والمختصين، ونفى المتحدث أن تلزم مصالحه المسنين بتأجيل الحج. لكن في المقابل، يقول، ستوجه لهم نصائح صحية ودينية. وشدد المتحدث على أن رأي وزارة الصحة مهم، خاصة وأنها هي التي تتكفل بالموضوع على مستوى التراب الوطني، لهذا فإن الهيئتين ستتخذان قرارا مشتركا، على أن يسبق اجتماع يوم 17 من شهر جوان الجاري لاتخاذ موقف رسمي صحي وشرعي. وفي سياق آخر، قال الوزير إننا سنطلب من الأئمة أن لا يبالغوا في صلاة التراويح في رمضان المقبل. الجزائر: مصطفى بسطامي الشيخ بربارة ل ”الخبر”: منع آلاف المسنين من الحج وارد صرح مدير الديوان الوطني للحج والعمرة، الشيخ بربارة، أن ”منع المسنين أصحاب الأمراض المزمنة من أداء مناسك الحج لهذه السنة وارد”، وهذا بعد انتشار فيروس ”كورونا” في البقاع المقدسة وتشكيله لخطر على صحة وحياة الحجاج الجزائريين، فيما استبعد اتخاذ السلطات الجزائرية لقرار بإلغاء الحج. وأضاف المتحدث في تصريح خص به ”الخبر”، أمس، أن اجتماعا طارئا سيعقد الأسبوع المقبل يجمع ممثلين عن وزارة الصحة والشؤون الدينية والديوان، وكذلك مختصين ودكاترة للخروج بموقف نهائي من فيروس ”كورونا”، مفيدا أن الأرجح هو منع الأشخاص المسنين والمرضى والذين يعانون مضاعفات صحية من أداء مناسك الحج، بغرض الحفاظ على أرواحهم وصحتهم. وأفاد المتحدث ذاته في اتصال هاتفي، أن اللقاء الذي ينتظر أن يحضره جميع الفاعلين في القطاع سيكون مصيريا بالنسبة للقرار النهائي، خاصة وأن موسم الحج اقترب ووجب لذلك اتخاذ إجراءات صارمة، الهدف منها حماية الجزائريين الذين سيحجون إلى بيت الله. واستبعد مصدرنا أن يتخذ قرار بمنع الحج لهذا الموسم قائلا ”لن نستبق الأمور والجزائر يستبعد أن تلغي الحج”، مفيدا بأن عدد حالات إصابات الجزائريين تبقى قليلة ومحدودة، وأن الاحتياطات التي اتخذها الديوان يمكن أن تقلل بنسبة كبيرة من خطر المرض. ومن جهة ثانية، قال إن السلطات السعودية يمكن أن تتخذ مثل هذا القرار بإلغاء الموسم إذا انتشر المرض بشكل كبير. وإن حدث ذلك، يقول، فإنها ستعوض الجزائريين عن التكاليف التي دفعها الحجاج، وخاصة تأجير العمائر. الجزائر: مصطفى بسطامي