تحولت الساحة المتاخمة لسينما “الأصيل” بالسوق المركزي في الوادي إلى رماد، بعد أن أكلت النيران عشية أول أمس جل “البراكات” والطاولات التي كان يستعملها أصحابها في بيع مختلف أنواع الملابس والعطور. وفيما شرعت مصالح سونلغاز في إصلاح الخلل على مستوى المحول الممون للسوق، شرع تجار في تنظيف ما تبقى من أوساخ بأمكنتهم، أما آخرون فقد انتابهم الحزن والكآبة من جراء تلك الخسائر التي تكبّدوها بسبب الحريق. وقال متضررون بأن كل ما جمعوه طوال سنوات عملهم اختفى في لمح البصر، متسائلين عن الجهة التي يفترض أن تساعدهم وتخفف عنهم عبء الخسائر التي تكبدوها عقب الكارثة. ومن جانب آخر، حمّل تجار شرعيون المسؤولية لمصالح البلدية والرقابة والسلطات الولائية التي تركت، لسنوات طوال، الفوضى العارمة تسود السوق بسبب التجارة الفوضوية وبات من الصعب جدا التنقل داخل السوق، كما أن شبكة الكهرباء العشوائية التي يعتمد عليها أصحاب “البراكات” كانت السبب الرئيس في اشتعال النيران، حسب متحدثين أشاروا إلى أن السوق المركزي يغرق في الفوضى وسوء التنظيم. ورغم النداءات والشكاوى التي تقدم بها هؤلاء إلى المصالح المعنية بهدف إيجاد بديل للتجار غير الشرعيين، إلا أن الحل ظل مؤجلا وإن وجد في بعض الأحيان فقد بقي عشوائيا وغير مدروس. وإلى ذلك طال الحريق محلات تجارية أخرى، حيث انقطع التيار عنها لساعات طوال وخيم الظلام على ساحة السوق التي باتت تشبه الأطلال.