صار المجال الجوي الجزائري، خلال الأشهر الأخيرة، يزرع الرعب، بعدما تم تسجيل أكثر من حادث مميت في ظرف أشهر معدودات، آخره حادثة تمنراست، صباح أمس السبت، إضافة إلى الأعطاب التقنية المتكررة في الطائرات التابعة لشركتي الخطوط الجوية الجزائرية وطاسيلي للطيران، والتي أدت إلى تأخير رحلات وإلغاء أخرى، ليطرح التساؤل فيما إذا كانت الجزائر تحولت إلى مقبرة للطائرات؟ وسجلت الجزائر منذ بداية السنة 3 حوادث مميتة أدت إلى وفاة 200 شخص، وهو رقم رهيب، خاصة أن الجزائر لم تعرف مثل هذه الحوادث المتكررة منذ الاستقلال وفي مثل هذه الفترة الوجيزة، حيث تم تسجيل 8 حوادث لتحطم الطائرات داخل المجال الجوي الجزائر إلى غاية سنة 2012، التي تعتبر هي الأخرى سنة مميتة وكارثية على الطيران الجزائري، ففي شهر ديسمبر 2012 اصطدمت طائرتان عسكريتان في الجو قرب مدينة تلمسان، أثناء قيامهما بطلعات تدريبية، ما أسفر عن مقتل قائدي الطائرتين. وقبل ذلك بشهر تقريبا، أي في نوفمبر 2012، لقي ستة أشخاص مصرعهم في تحطم طائرة نقل عسكرية جزائرية من طراز سي-130 بجنوب فرنسا، بعد أن اشتعلت النيران في أحد محركاتها عقب إقلاعها بقليل من القاعدة الجوية ببوفاريك. وتأتي الحوادث التي وقعت في المجال الجوي الجزائري خلال سنة 2014 لتضاف إلى قائمة الحوادث المميتة، التي حولت المجال الجوي الجزائري إلى مقبرة للطائرات، خاصة حادثة أم البواقي وحادثة الطائرة الإسبانية المستأجرة من طرف شركة الخطوط الجوية الجزائرية. ففي الوقت الذي شهدت شركة الخطوط الجوية الجزائرية سقوطا متكررا لطائراتها وتعرضها لأعطاب تقنية أدت إلى تأجيل رحلات وإلغاء أخرى، وسط تذمر كبير لدى المسافرين من جهة والمختصين من جهة ثانية، فإن طائرات أخرى تعرضت إلى حوادث أخرى، فهل تحول المجال الجوي الجزائري إلى “مثلث برمودة جديد”؟ الجزائر: محمد بسطامي
كانت تحمل معدات بترولية وسقطت بعد ثلاث دقائق من الإقلاع مقتل 7 أشخاص في تحطم طائرة أوكرانية بتمنراست
تعرضت طائرة نقل بضائع من نوع “أنتونوف 12” تابعة لشركة الطيران الأوكرانية “أوكراين آر أليانس”، أمس، إلى السقوط بتمنراست، وخلف الحادث مصرع طاقم الطائرة المتكون من 7 أشخاص، منهم روسي و6 أوكرانيين. وكانت الطائرة تحمل تجهيزات نفطية متجهة نحو مالابو بغينيا الاستوائية، قادمة من مطار بريستويك غلاسكو بالمملكة المتحدة، وذلك مع عدة توقفات تقنية من بينها مطارا غرداية وتمنراست. فقد برج المراقبة الاتصال بالطائرة، التي أقلعت من مطار تمنراست، بعد ثلاث دقائق من إقلاعها على الثانية إلا الربع صباحا بتوقيت غرينيتش، حيث تم إطلاق إشارة الخطر في اللحظة نفسها من قبل مركز الجزائر للمراقبة الإقليمية، فيما باشرت مصلحة البحث والإنقاذ الأبحاث، كما تم تنصيب خلية أزمة من قبل والي تمنراست، بالإضافة إلى تنصيب خلية أزمة أخرى على المستوى المركزي برئاسة الأمين العام لوزارة النقل. وصرح وزير النقل، عمار غول، أنه تم تنصيب لجنة خاصة للتحقيق في الحادث، وهي التي ستحدد الأسباب، يترأسها مدير الطيران المدني والأرصاد الجوية بوزارة النقل، من أجل تحديد أسباب تحطم الطائرة. وتنقل الوزير على رأس وفد متعدد القطاعات إلى مكان وقوع الحادث، حيث رافق الوفد فريق من الشرطة العلمية بينهم خبراء من معهد بوشاوي المختص في علم الإجرام التابع للدرك. وكشف وزير النقل، عمار غول، أن المعلومات الأولية التي قدمها برج المراقبة تفيد بأن الطائرة الأوكرانية فُقد بها الاتصال بعد ثلاث دقائق من إقلاعها، وهي التي تحلق على علو يزيد عن 1300 متر. وأوضح غول، عند وصوله إلى مكان تحطم الطائرة الأوكرانية بمنطقة “تينكاداوين” التي تبعد ب 15 كلم عن قلب مدينة تمنراست، أنه من الناحية التقنية فإن الطائرة أثناء صعودها حلقت على علو يزيد عن 1300 متر، قبل أن تسقط على الرغم من أن حالة الطقس كانت جيدة. وأشار وزير النقل إلى أن طائرة الشحن الأوكرانية كانت تحمل معدات بترولية تقدر شحنتها ب 30 طنا، فضلا عن كونها زودت ب 13 طنا من الوقود. أما من ناحية الإجراءات، فإن المصالح المختصة، يضيف الوزير، قامت بنقل الجثامين إلى مستشفى تمنراست، وتتمثل في ثلاث جثث متفحمة تعود إلى ربان الطائرة المنكوبة للخطوط الجوية الأوكرانية والبقية مجزأة، فيما بدأت عملية التعرف على الجثامين، حسب القانون، في حين لا تزال عمليات البحث متواصلة عن الصندوقين الأسودين للطائرة بمشاركة الجيش الشعبي الوطني ومصالح الحماية المدنية. وقال وزير النقل إن عمل الدرك الوطني الجاري بشأن الحادث يتم تحت إشراف النائب العام لولاية تمنراست، على أن يتم نقل الجثامين إلى الجزائر العاصمة في غضون الأيام المقبلة، وفي مرحلة لاحقة إلى معهد بوشاوي باسطاوالي. وأكد غول على أن البلد الذي سجل به الحادث هو المسؤول عن التحقيق، استنادا لما تنص عليه قوانين الطيران المدني الدولية، من غير إقصاء البلد المصنع للطائرة. ورفض القنصل العام لدولة أوكرانيا الإدلاء بأي تصريح في مكان تحطم الطائرة، مكتفيا بالقول: “أنا هنا لجمع بعض المعلومات في إطار مهمة كلفتني بها حكومة بلدي”. تمنراست: مبعوث “الخبر” نوار سوكو
5 حوادث خلال شهر واحد! “عدوى حوادث المرور تصيب الطائرات” سجلت الجزائر حادث تحطم طائرة أوكرانية، أمس، بتمنراست، ما خلف مقتل 7 أشخاص كلهم من طاقم الطائرة، ليضاف بذاك إلى سلسلة حوادث الطائرات التي تعرفها الجزائر خلال الفترة الأخيرة، التي توضح حقيقة أن الطائرات قد أصيبت فعلا بعدوى حوادث المرور التي تسجل يوميا على الطرقات الجزائرية، حيث سجلت قبل يومين فقط الخطوط الجوية الجزائرية حادثة نزول اضطراري بولاية المنيعة لطائرة تقل أجانب بعد إصابتها بعطب مفاجئ. وتأتي هذه الحادثة بعدما عرفت الجزائر ثلاثة حوادث من نفس النوع خلال أسبوع واحد، حيث هبطت طائرة تابعة للخطوط الجوية الجزائرية في مطار حاسي مسعود بولاية ورڤلة، بعد تعرضها لمتاعب تقنية يوم 18 جويلية، إلى جانب هبوط اضطراري لطائرة الخطوط الجوية الجزائرية المتجهة من العاصمة إلى غرداية يوم 13 أوت 2014، بعد حدوث عطب تقني تمثل في خلل فني وعطل في نظام التهوية. وتعتبر هذه الحادثة الثانية التي تسجلها الخطوط الجوية الجزائرية خلال ال48 ساعة، بعد انحراف طائرة أخرى بمدينة ليل الفرنسية، يوم 12 أوت 2014 عند استعدادها للإقلاع، حيث توغلت في المساحة العشبية. وقبل هذا تحطمت طائرة إسبانية مؤجرة من شركة الخطوط الجوية الجزائرية بشمال مالي في 25 جويلية 2014، ما أدى إلى وفاة 116 مسافر وجميعهم من طاقم الطائرة. وكانت الجزائر قد سجلت في 11 فيفري 2014 سقوط طائرة عسكرية من نوع “هيركول سي 130” حين اصطدمت بجبل فرطاس بالقرب من مدينة عين مليلة بأم البواقي، وخلفت مصرع 77 شخصا جلهم من الجنود وعائلات العسكريين، فيما نجا شخص واحد. وهذا إلى جانب تسجيل تحطم طائرة عسكرية جزائرية محملة بورق العملة في فرنسا يوم 10 نوفمبر 2012، عندما كانت في مهمة لنقل تجهيزات لفائدة بنك الجزائر من فرنسا باتجاه الجزائر. ويتكون طاقمها من عسكريين. من جهة أخرى، عرفت المؤسسة حريقا ببرج المراقبة لمطار هواري بومدين الدولي يوم 29 جويلية 2013، تسبب في حالة طوارئ، وأدى إلى إخلاء المطار من المسافرين وإلغاء الرحلات الجوية من وإلى العاصمة وتحويل أخرى، وهو ما استدعى الاستعانة ببرج مراقبة متحرك، بعد الحادث، لتسيير نشاط الملاحة الجوية. هذا وتشهد مؤخرا مؤسسة الخطوط الجوية الجزائرية حوادث مشابهة في عدد من رحلاتها، وهو الأمر الذي يطرح العديد من التساؤلات حول ما يحدث في المؤسسة وحقيقة هذه الحوادث المتزايدة في الفترة الأخيرة. الجزائر: ج. سارة
بسبب تدهور وضعية مدرج الإقلاع انحراف طائرة طاسيلي متوجهة إلى سانت إيتيان الفرنسية في مطار سطيف انحرفت طائرة تابعة لشركة طاسيلي، ليلة الجمعة إلى السبت، في مطار سطيف عن مسارها قبيل انطلاقها، في حدود الساعة التاسعة والنصف مساء بتوقيت الجزائر، متوجهة إلى مطار سانت إيتيان الفرنسي، ما أثار خوفا وهلعا كبيرين وسط الركاب والمسافرين. وحسب مصدر “الخبر” فإن الطائرة من نوع بوينغ 737800 تابعة لشركة طاسيلي للطيران والمؤجرة من طرف وكالة جميلة للأسفار والسياحة، على متنها 155 راكب إضافة إلى طاقم الطائرة، وكانت متأهبة للإقلاع من مطار سطيف نحو مطار بوتيون بمدينة سانت إيتيان الفرنسية، قبل أن تصطدم إحدى عجلات الطائرة بأحد التشققات التي ظهرت على مدرج إقلاع الطائرات الرئيسي، ما أدى إلى انحرافها بشكل نسبي. هذه الحالة خلفت هلعا كبيرا في صفوف المسافرين وسط صيحاتهم، مباشرة بعد طلب قائد الطائرة للنجدة من برج المراقبة، ما أدى إلى توقيف الرحلة وإخراج كل المسافرين من الطائرة وتوجيههم إلى مطار قسنطينة، فيما تم توقيف كل الرحلات من وإلى مطار سطيف، إلى غاية كشف ملابسات الحادث. وبحكم أن الطائرة كانت مركونة بوسط المدرج، فإن جميع الرحالات ألغيت بما في ذلك رحلة إلى مطار ليون عبر الخطوط الجوية الجزائرية، حيث تم نقل الركاب للمبيت بفندق زيدان وسط المدينة. من جهة أخرى، تطرح الحادثة أكثر من علامة استفهام حول جودة أشغال الإنجاز الموكلة للشركات التي تكلف الملايير دون أن تقوم بأشغال نوعية، خاصة وأن الأمر يتعلق بالسلامة العامة وبسمعة الجزائر في المحافل الدولية، في وقت تعرض قطاع النقل الجوي إلى هزات كثيرة بعد تحطم طائرة الخطوط الجوية بمالي، حيث خصصت مديرية الأشغال العمومية لولاية سطيف مبلغا ماليا فاق 150 مليار سنتيم بغرض توسيع المدرج الرئيسي لمطار 8 ماي 45 منذ بداية 2011، وهذا من أجل تمديد المدرج الرئيسي إلى طول 3200 متر بدل 2400 متر، هذا المشروع الذي أكد من خلاله الوزير عمار غول أيام كان وزيرا للأشغال العمومية على أنه سينجز وفق المعايير العالمية المعمول بها، ما سيسمح باستقبال الطائرات من الحجم الكبير، ومن ثمة مواكبة الديناميكية التي تعرفها الولاية، تمهيدا لتنظيم رحلات الحج والعمرة مع فتح خطوط دولية جديدة. مشروع توسيع المطار يعد الثاني من نوعه منذ الشروع في استغلاله، حيث سبق لمصالح مديرية الأشغال العمومية أن استفادت من اعتمادات مالية تقدر ب 180 مليار سنتيم تم تخصيصها لتوسيع المدرج الرئيسي من 2400 متر إلى 2900 متر. سطيف: عبد الرزاق ضيفي