اعتبر صالح بلعيد، أستاذ الأدب بجامعة تيزي وزو، أن نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، عاش على وقع مؤلفات عبد القادر المجاوي، الذي تجاوز صيته الجزائر ووصل إلى غاية جامع الأزهر، لما كان يملكه من قدرة على إدراك أسرار اللغة العربية. وجاء في ندوة المجلس الأعلى للغة العربية التي نظمت أمس بمتحف المجاهد برياض الفتح، ضمن فضاء “منبر الأفكار”، أن الشيخ المجاوي، جمع بين العلوم الشرعية وبين علوم الدنيا، على غرار علم الفلك والاقتصاد السياسية. وكشف عز الدين ميهوبي بالمناسبة، أن المجلس الأعلى للغة العربية يشارك في تظاهرة قسنطينة عاصمة للثقافة العربية سنة 2015 بتنظيم ندوة دولية حول الشيخ المجاوي في محاولة من المجلس لإعادة بعث وإحياء مسار الشخصيات الثقافية الجزائرية. ودعا ميهوبي في كلمته ضرورة إدراج اسم المجاوي في المناهج التربوية، وقال: “يعد المجاوي مفكرا من قامة محمد عبده والأفغاني ورشيد رضا، لكننا لم نعطه حقه”. وتمحورت المحاضرات التي ألقيت خلال ندوة المجلس الأعلى للغة العربية، حول مسار الشيخ عبد القادر المجاوي الذي ولد بالمغرب بعد أن فرّت عائلته من تلمسان، وفق ما جاء في محاضرة الباحث في علم الفلك الأستاذ أحسن فريق، الذي نوّه بالأصول الأمازيغية لمنطقة “أمجاو” التي ولد بها الشيخ. ومن جهته، توقف الدكتور مولود عويمر عند التواريخ الكبرى في حياة الشيخ المجاوي، بالتركيز على انتقاله للتدريس في كل من قسنطينةوالجزائر العاصمة، ولقائه مع الشيخ محمد عبده الذي زار الجزائر سنة 1903. للعلم حضر الندوة حفيدة الشيخ المجاوي الدكتورة سمية أولمان، التي تحدثت عن مناقب جدها ومكانته الفكرية.