طالب فرنسيون شملهم سبر للآراء في فرنسا بتدريس الثورة التحريرية الجزائرية لأبنائهم في المدارس، وإيلاء مزيد من العناية لها من خلال تناولها في وسائل الإعلام. وأجري سبر الآراء بمناسبة مرور 60 سنة على اندلاع ثورة الفاتح نوفمبر، لفائدة صحيفة “لوموند” الفرنسية ومؤسسة “جان جوراس”. نشر المعهد الفرنسي الشهير المتخصص في سبر الآراء “إيفوب” على موقعه الإلكتروني، نتائج مسح شمل فرنسيين طلب منهم تقديم وجهة نظرهم عما تمثله لهم “ثورة الجزائر”، وكانت النتائج كلها لصالح الشعب الجزائري الذي انتصر له فرنسيون يرون أن الثورة جاءت ل«تحرير شعب من الاستعمار”. وأجري سبر الآراء خلال الفترة من 22 إلى 25 أكتوبر المنصرم ونشرت نتائجه ليلة الفاتح نوفمبر (31 أكتوبر)، وكان السؤالان الأولان الموجهان للفرنسيين المعنيين بالمسح: ماذا تعني لك ثورة الجزائر؟ وماذا يمكن قوله عن هذا الموضوع؟، فأجاب 30 بالمائة من المستجوبين أنها “ثورة لتحرير شعب مستعمر”. وقال20 بالمائة إنّها تمثل عودة الأقدام السوداء إلى فرنسا، و10 بالمائة يرونها فرصة سمحت للجنرال شارل ديغول بالعودة إلى الحكم، و15 بالمائة اعتبروها انهزام فرنسا، و8 بالمائة طريقة لممارسة الجيش الفرنسي أساليب التعذيب، و2 بالمائة أفادوا أنها انقلاب لجنرالات. وعما إذا كان استقلال الجزائر أمرا إيجابيا أو سلبيا، اعتبر الفرنسيون الذين مسهم سبر الآراء لمؤسسة “إيفوب”، أن استقلال الجزائر أمر إيجابي بنسبة 65 بالمائة، وأمر سلبي بنسبة 35 بالمائة، أما الفرنسيون الذين عايشوا فترة الثورة التحريرية، فيرى 60 بالمائة أن استقلال الجزائر أمر إيجابي، و40 بالمائة يعتبرونه أمرا سلبيا. وعن تأثير الاستقلال على العلاقات الفرنسية الجزائرية، قال 68 بالمائة من الفرنسيين أنّه أمر إيجابي و32 بالمائة قالوا إنها أمر سلبي بالنسبة للجزائر، فيما أبرز 65 بالمائة من الفرنسيين أن الاستقلال أمر إيجابي بالنسبة لفرنسا وعارضهم 35 بالمائة من المستجوبين. وطالب الفرنسيون سلطات بلدهم بتدريس تاريخ الجزائر وثورها، وقال 65 بالمائة ممن شملهم سبر الآراء إن الثورة التحريرية لا تدرس بصورة كافية، فيما اعتبرها 36 من الفرنسيين أنها لا تدرس كما ينبغي. وخلص سبر الآراء أن الفرنسيين عندما تتحدث إليهم عن الحرب في الجزائر، وتحليل الكلمات المذكورة عفويا من قبله، يسلطون الضوء على البعد الاستعماري لتواجدها في الجزائر.
