كما كان متوقعا اندلع قتال بين تنظيم الدولة الإرهابي ”داعش” ومجلس شورى مجاهدي درنة (مدينة ليبية صغيرة تقع بين مدينتي طبرق والبيضاء في الشرق الليبي) والذي يضم مجموعة من الكتائب الإسلامية بعضها أو جلها يتبنى فكرا تكفيريا قريبا من فكر تنظيم القاعدة. تنظيم الدولة الإرهابي الذي رفض منذ البداية الانضمام إلى مجلس مجاهدي المدينة، باعتباره ”دولة” والأولى أن تنضم هذه الكتائب إليه وليس العكس، وصل أخيرا إلى مرحلة الصدام مع مجلس مجاهدي درنة، بعد أن قام التنظيم الإرهابي بتكفير كتيبة أبو سليم إحدى أبرز كتائب مجلس درنة بسبب انضمامها في بداية سقوط نظام القذافي للغرفة الأمنية التابعة للمجلس الوطني الانتقالي الذي كان يقوده مصطفى عبد الجليل الذي تولى قيادة الدولة بشكل انتقالي من 2011 إلى 2012. والشرارة التي فجرت القتال بين داعش و ”مجاهدي درنة”، حسب ”بوابة إفريقيا الإخبارية” المقربة من أنصار القذافي، هي اجتماع عقده وجهاء مدينة درنة وترأسه المدعو ناصر العكر قائد كتيبة النور سابقا، تمخض عنه رفض الحاضرين لوجود تنظيم داعش في درنة وتحركاته. لكن قادة التنظيم الإرهابي قرروا اغتيال ناصر العكر وفرج الحوتي في منطقة المغار في محاولة لإرهاب المجتمعين وتخويفهم. وأكدت ذات المصادر أن شباب المنطقة ومجلس شورى درنة قرروا الانتقام لزملائهم وقاموا بمهاجمة حاجز أمني تابع للتنظيم الإرهابي وتدميره، وقتل بعض العناصر القيادية في التنظيم الإرهابي من ضمنهم حسام بوراشد. وقتل أمس الجمعة 9 عناصر من تنظيم داعش ومن مجلس مجاهدي درنة، لترتفع حصيلة القتلى في صفوف الطرفين منذ الثلاثاء الماضي إلى نحو 20 قتيلا، من بينهم أجانب (أحدهم مصري والثاني سعودي). وأعلن مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها أمس السيطرة على حي ”باب طبرق أحد أحياء مدينة درنة ومعقل قادة تنظيم البغدادي الخارجي، وتطهيره من الخوارج المفسدين”، حسب بيان له على صفحته الرسمية بالفايسبوك. جدير بالذكر أن مجلس شورى مجاهدي درنة لا ينتمي لا إلى حكومة طبرق في الشرق ولا إلى حكومة طرابلس في الغرب، إلا أن قوات فجر ليبيا تحتفظ ببعض الاتصالات مع كتائب في مجلس مجاهدي درنة التي تشترك معها في قتال داعش وقوات حفتر، لكن دون أن يصل ذلك إلى تنسيق أمني أو تحالف على الأرض، لكن الغريب في الأمر أن قوات حفتر التي تحاصر المدينة سمحت بنقل عدد من جرحى مجلس شورى مجاهدي درنة وضواحيها، ومن بينهم المتحدث باسم المجلس، إلى مدينة طبرق لتلقي العلاج، على الرغم من معاداة عناصر هذا المجلس للجيش وقتالها له في درنة وفي بنغازي.