يعد الشريط الساحلي لولاية مستغانم، الذي يمتد على طول 124 كلم من خليج أرزيو غرابا إلى غاية منطقة شاطئ البحارة شرقا، الحد الفاصل مع ولاية الشلف بمنطقة الظهرة، من أهم السواحل الجزائرية التي كانت منطقة عبور لعشرات المئات للمهاجرين غير الشرعيين في العشر سنوات الأخيرة، انطلاقا من شواطئ سيدي منصور، وخروبا، والكاف لصفر، وحجاج، والميناء الصغير، والشعبية والبحارة، للوصول إلى الضفة الأخرى من حوض البحر الأبيض المتوسط باتجاه شواطئ اسبانيا كبوابة نحو فرنسا لاحقا. ويتوقف مسار وحلم الكثير منهم فور وطء أقدامهم الأرض اسبانية، ليتم تحويلهم مرة أخرى بالعشرات إلى الولايات التي ينحدرون منها، للمثول أمام العدالة، بما فيهم من قبض عليهم في عرض البحر من طرف حراس السواحل ووجهت لهم تهمة مغادرة التراب الوطني بطريقة غير قانونية والهجرة غير الشرعية، وأدينوا بالحبس غير النافذ من 3 إلى 6 أشهر. كما أن هؤلاء ”الحراڤة”، وهم من تلاميذ الثانويات والتكوين المهني وخريجي الجامعات، يعانون صدمة نفسية، والكثير منهم يعيشون في حالة انطواء وعزلة بعد أن غامروا بحياتهم لتحقيق حلم العمر، حسب البعض منهم. كما يعانون نظرة الآخر، أي المجتمع والسلطات المحلية، وكأن ”الحرڤة” جريمة لا تغتفر، وكلهم تقريبا يعانون البطالة ومستعدون لإعادة الكرّة مرة ثانية وثالثة ورابعة إن أتيحت لهم الفرصة من جديد، رغم مخاطر البحر، والسبب أنه لا أحد تكفل بهذه الشريحة من الشباب.