قال أقارب مرضى السرطان في أدرار وعين صالح وتمنراست والمنيعة، إن العشرات من المرضى “من الذين لا يملكون نفوذا”، تم إيقاف علاجهم في مراكز العلاج بسبب العطل الصيفية. والمثير في الموضوع، حسب شكاوى لمرضى من أدرار، هو أن بعض هؤلاء توقفوا عن العلاج أسبوعا قبل شهر رمضان، وعليهم أن ينتظروا إلى غاية نهاية سبتمبر. أضاف الأطباء والعاملون في مراكز علاج السرطان، العطل الصيفية إلى قائمة متاعب مرضى السرطان في الجنوب، حيث تم تأجيل الكشف والعلاج الكيميائي لعشرات المرضى من ولايات غرداية وتمنراست وأدرار، حيث يعاني مرضى السرطان في ولايات الجنوب الثلاث، من ارتفاع تكاليف الكشف بالأشعة عن هذا المرض لدى العيادات الخاصة الموجودة في ولايات بعيدة، مع استحالة التحري عن المرض لدى مستشفيات تمنراست وعين صالح. وربط ناشطون محليون انتشار مرض السرطان في عين صالح، وفقارة الزوا وعين أمڤل، حيث سجلت 10 وفيات في أقل من 50 يوما بالتفجيرات النووية الفرنسية بالمنطقة. وندد أقارب مرضى سرطان وجمعيات من أدرار وعين صالح بغياب تكفل الدولة بالعشرات من مرضى السرطان الذين يموتون في صمت، حيث أحصى المشتكون حالة الوفاة العاشرة خلال شهر جويلية، وقالت الجمعيات إن سبب أغلب الوفيات هو تأخر التشخيص وغياب تكفل الدولة بالمرضى. كما أكد مصدر طبي من مستشفى تمنراست، بأن المنطقة عرفت في السنتين الأخيرتين ارتفاعا كبيرا في الوفيات بسبب مرض السرطان، خاصة في منطقة عين صالح وعين أمڤل، حيث تصل نسبة المرضى في مجموع الإصابات إلى 60 في المائة. ويعاني أغلب المرضى تأخرا كبيرا في التشخيص، فعدة حالات، خاصة في عين صالح، لم تكتشف إلا عندما تدهورت صحة المصابين نتيجة دخول المرض مرحلته الأخيرة. وفي حالة مريضة، توفيت قبل أقل من 10 أيام، لم تجد المتوفاة “إ.خيرة” حتى تكاليف التنقل من عين صالح حيث تقيم إلى ورڤلة أو غرداية لإجراء الأشعة في البداية، ثم التنقل من أجل الحصول على الأدوية ومتابعة العلاج، فماتت في صمت مثل عشرات الحالات. وقال قريب المريضة التي توفيت في عين صالح، إن الضحية لم تكتشف بأنها مصابة بسرطان الثدي إلا قبل 6 أشهر من الوفاة. وكان يمكن إنقاذ المريضة مثل غيرها لو توفرت لأسرتها الفقيرة المقيمة في بلدة فقارة الزوا، تكاليف الفحص بالأشعة والتنقل إلى عاصمة الولاية على مسافة 270 كلم، لإجراء الفحص التخصصي. وتتحدث شكوى لأقارب مرضى من تمنراست وعين صالح، عن استحالة توفير تكاليف الفحص والعلاج والتنقل إلى العاصمة أو ورڤلة أو أدرار أو غرداية، فأرخص رحلة للعلاج في هذه المناطق تكلّف 3 مليون سنتيم على الأقل، وهذا مبلغ ضخم بالنسبة لأسر ما زالت تعيش في بيوت طينية قديمة وتفتقر إلى كل مستشفيات الولاية لأجهزة الراديو المتخصصة في الكشف عن الأورام السرطانية في الثدي، الأمر الذي يحتم على الحالات المشكوك في إصابتها بالمرض أن تنفق مابين 3000 و5000 دج على كل جلسة للفحص بالأشعة طوال فترة الخضوع للعلاج الكيميائي في ولاية غرداية، البعيدة بأكثر من 1400 كلم، ما يعني استحالة العلاج على أغلب المرضى. وحسب المشتكين، فقد ارتفعت نسبة الإصابة بهذا المرض بالمنطقة، خاصة بالنسبة للنساء اللائي يتأخرن في اكتشاف الإصابة، إلى مرحلة يصبح معها دور العلاج غير ذي جدوى. ويعود سبب تأخر اكتشاف الإصابة إلى غياب الوعي بخطورة المرض، والأمية السائدة في بعض المناطق ذات الطابع الفلاحي. ولا يقتصر الأمر على سرطان الرحم والثدي، حسب إفادة سابقة لطبيب مختص من غرداية، بل تعدى الأمر إلى سرطان الدم، ما يدعو للتساؤل حول صلة هذه الإصابات بالتفجيرات النووية الفرنسية التي وقعت في مكان غير بعيد عن الجهة.