"لو كان عدد المجاهدين إبان الثورة التحريرية نفس عددهم اليوم لأخرجنا فرنسا خلال ثلاث سنوات"، التصريح للمجاهدة السيدة لويزات ايغيل احريز، خلال مداخلتها حول الشهيد عبان رمضان بمناسبة الاحتفالات المنظمة من قِبل جمعية فتية تحمل اسم عبان رمضان بمناسبة إحياء الذكرى 59 لانعقاد مؤتمر الصومام. بمبادرة من الجمعية الثقافية التي تحمل اسم الشهيد عبان رمضان وبالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو ودار الثقافة بتيزي وزو، احتضنت قاعة المسرح الصغير لدار الثقافة بتيزي وزو، بعد زوال أمس، محاضرة حول دور عبان رمضان مهندس مؤتمر الصومام في تنظيم وعقد هذا المؤتمر ومحاضرة أخرى قدمتها المجاهدة لويزات ايغيل احريز حول إضراب ال8 أيام التي دعت إليها جبهة التحرير الوطني سنة 1957 وتلتها محاضرة قدمها الدكتور زغيدي حول شخصية ونضال عبان رمضان. وفي هذا الصدد، أجمع المحاضرون على اعتبار دور الشهيد عبان رمضان رياديا وأساسيا كونه كان وراء التحاق النخبة الوطنية بالثورة التحريرية وتنظيمها وكذا وضع القاعدة الأساسية لبناء الدولة الجزائرية الحديثة مع ترسيخ وحدتها التربية وحدودها الجغرافية.
واستهلت المجاهدة لويزات ايغيل احريز مداخلتها حول إضراب ال8 أيام سنة 1957 لتجار الجزائر العاصمة والذي دعت إليه جبهة التحرير الوطني، معتبرة أن مؤتمر الصومام بمثابة بوابة الاستقلال، حيث سمح بتنظيم الثورة ووضع حد للفوضى السائدة آنذاك بتحديد مسؤوليات كل فرد في الثورة التحريرية. واعتبرت ايغيل حريز إضراب ال8 أيام، الذي دعت إليه قيادة الثورة على رأسهم عبان رمضان، بالعملية الناجحة، حيث سمحت بتوسيع رقعة المنظمين للثورة التحريرية وسط الفئات الشعبية، لاسيما بعد الاعتقالات والتعذيب الذي مس المواطنين. كما عرجت المجاهدة لويزات ايغيل أحريز على "لابلوييت" وعلى عملاء فرنسا الذين التحقوا بصفوف الثورة قائلة: "لو كان عدد المجاهدين إبان الثورة التحريرية نفس عددهم اليوم لأخرجنا فرنسا خلال ثلاث سنوات". كما أشارت أحريز إلى أن فرنسا الاستعمارية هي السباقة إلى وضع المتفجرات قبل أن يلجأ قادة الثورة لمثل ذلك التكتيك الحربي، حيث تم إنشاء فرقة مختصة لهذا الغرض ألقي على عناصرها القبض بسبب وشاية أحد عملاء فرنسا كان ضمن مؤطري العملية، وقد اضطرت هي، كعضوة في الفرقة، للصعود للجبل.