تدخلت وحدات عسكرية ووحدات تابعة للدرك الوطني في أكثر من مكان لإنقاذ بدو رحل، حاصرتهم عواصف رملية شديدة القوة بالجنوب، مع نهاية الأسبوع. كما أسفرت العاصفة الرملية القوية عن غلق أغلب الطرق في المنطقة، بسبب زحف الكثبان الرملية على محاور الطرق. شهدت 5 ولايات بالجنوب، ما بين الاثنين والخميس الماضيين، أعنف عاصفة رملية في الصحراء الجزائرية، منذ عام 2007، ضربت كلا من ولايات غرداية، ورڤلة، أدرار، إليزي، تمنراست والوادي. قال مصدر أمني إن قيادة الجيش أعلنت حالة الاستنفار وسط صفوف الوحدات الميدانية بسبب العاصفة الرملية التي ضربت الجنوب، بسبب المخاوف من استغلال الإرهابيين والمهربين للعاصفة، وحالة انعدام الرؤية. وفيما قال مصدر من قيادة الدرك الوطني الجهوية بورڤلة، إن الدرك وضع مخططا خاصا للتعامل مع العاصفة الرملية التي ضربت مناطق الجنوب، تدخلت وحدات من الجيش الوطني الشعبي من جهتها في منطقة قريبة من مدينة رڤان بولاية أدرار، لإنقاذ 8 أسر حاصرتها عاصفة رملية شديدة، يوم الأربعاء الماضي. وقال مصدر أمني إن الأسر الثلاث، وهي أسر بدو رحل، كانت ستتعرض للهلاك بسبب العاصفة الرملية التي ضربت المنطقة وأدت إلى حصار الأسر الثماني. وفي ولاية ورڤلة، تدخلت وحدات عسكرية لمساعدة بدو رحل في منطقة رود النص، ضاعوا في الصحراء بسبب العاصفة الرملية، يوم الأربعاء الماضي. كما تحدث سائقون وناقلون عن انعدام الرؤية في الطرق التي لم تتعد 3 أمتار، خاصة في الطرق الوطنية رقم 1 ورقم 3 ورقم 49 ورقم 51. من جانبهم، قال مربو مواشي وموالون من أدرار، تيميمون، رڤان، المنيعة، غرداية ومتليلي، إنهم فقدوا المئات من المواشي جراء العاصفة الرملية المتواصلة في الأسبوع الماضي. وقال السيد علمي حسين، أحد ممثلي مربي المواشي من المقاطعة الإدارية في المنيعة، إن عملية إحصاء أولية في الجهة أكدت أن مربي المواشي في المنطقة فقدوا ما لا يقل عن 300 رأس ماشية و11 من الإبل. وفي ورڤلة، قال السيد دردور محمد، عضو الاتحاد الوطني للفلاحين وموال، إن 3 من مربي المواشي الذين يعرفهم فقدوا ما لا يقل عن 180 رأس من الماشية. وفي إليزي، تسببت الرياح العاتية المصحوبة بزخات من المطر، في انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي وسقوط أعمدة كهربائية، كما فرضت حظرا للتجوال على المواطنين وشلت حركة المرور عبر الطرقات الداخلية والخارجية، نتيجة ضعف الرؤية بفعل الرياح القوية التي بلغت سرعتها ال80 كلم في الساعة. وقال ناقلون ومواطنون من ولاية إليزي، إن العشرات من السيارات والشاحنات حوصرت في عدة مواقع على مستوى الطريق الوطني رقم 3، بفعل العواصف الرملية الشديدة التي عرفتها المناطق الجنوبية، يومي الخميس والجمعة الماضيين، وجعلت الرؤية غير واضحة، ما جعل السفر عبر هذه الطريق التي تعتبر شريان الحياة الوحيد بين إليزي وولايات الشمال، أمرا مستحيلا وأي محاولة للتنقل تعتبر مجازفة غير مدروسة العواقب، في ظل اضطراب الظروف المناخية التي تحجب الرؤية على السائقين وتعرضهم للخطر، خاصة في الأوقات الليلية. وعزلت الأحوال الجوية السيئة العديد من مدن الولاية، بفعل انعدام الرؤية التام الذي لم يتعد ال20 مترا، وكذا الكثبان الرملية التي زحفت فوق الطرق، ما حتم على أغلب الناقلين بين إليزي وورڤلة، عدم المجازفة بالتنقل، والشيء نفسه تقريبا على مستوى الطرق التي تربط إليزي بكل من جانت وإن أمناس. في السياق ذاته، منعت العاصفة الرملية الشديدة التي ضربت الجنوب الجزائري من تحليق الطائرات الصغيرة والعمودية، كما اضطرت شركتا الطاسيلي والخطوط الجوية الجزائرية إلى تعديل مواعيد رحلاتها من غرداية، حاسي مسعود، ورڤلة وجانت.