“أمي بطني يؤلمني” هي إحدى الشكاوى الأكثر شيوعا عند الأطفال الذين يستطيعون التعبير بالكلام عن آلام البطن عندهم أو انتفاخه، في حين تكون لغة البكاء والصراخ من الإشارات التي يمكن للرضيع أن يعبر بها عن معاناته من المغص أو وجع البطن الذي عادة ما تكون الغازات سببا رئيسيا له. وعن هذه المشكلة الصحية التي تعتبر شائعة عند الصغار خاصة في سن مبكرة تمثلها فترة الرضاعة، أكدت لنا اختصاصية أمراض الأطفال، الدكتورة نعيمة مصطفاوي، أنها تشكل نسبة 10 إلى 20 بالمائة من أسباب مراجعة طبيب الأطفال في الجزائر، وتتسبب في قلق سواء عند الطفل أو عائلته. أما عن الأسباب المباشرة لظاهرة غازات البطن، أضافت محدثتنا قائلة إنها عادة ما تحدث نتيجة ابتلاع الهواء، موضحة أنها محل شكوى أشخاص من مختلف الأعمار سواء البالغين أو الصغار “لكن تأثيرها الصحي سلبا عند الرضع يكون أشد لأنهم يبتلعون هواء أكثر، ويستغرقون وقتا وجهدا أكبر للتخلص من الغازات التي تحدث بسبب ذلك”، وأردفت أن ابتلاع الهواء عند هؤلاء الصغار يحدث عادة أثناء وقت إرضاعهم، حيث إن عملية المص السريع للحليب غالبا ما يرافقها امتصاص لكميات كثيرة من الهواء ما يتسبب للطفل في انتفاخ مزعج للبطن. ويشار إلى أن الأطفال الذين يخضعون للرضاعة الاصطناعية هم الأكثر تعرضا لمشكل غازات البطن بسبب مرور الهواء عبر زجاجة الإرضاع، ما يؤدي إلى تراكم الغازات، خلافا للصغار الذين يرضعون من الثدي بسبب قدرتهم على السيطرة على تدفق الحليب، كونهم يمصون الحلمة ببطء نسبياً، فيبتلعون بالتالي كميات أقل من الهواء مع الحليب، كما أنهم يحصلون على كميات قليلة من الحليب في رضعات متكررة. ولتفادي حدوث غازات البطن قدر المستطاع، تنصح الدكتورة مصطفاوي الأمهات وخاصة حديثات العهد بالولادة منهن، باعتماد تدابير صحية معينة أثناء إرضاع الصغير كالمسح على ظهره بلطف أو التربيت عليه بهدف إخراج الهواء الذي ابتلعه أثناء الرضاعة، مع الحرص على الإمساك به في وضعية عمودية حتى يتجشّأ خاصة إذا كان الرضيع يستعجل في الرضاعة أو كان حليب الأم يتدفق بسرعة، كما تنصح الاختصاصية ذاتها بإعطاء الصغير أشربة دافئة “تيزانة” معتمد في تحضيرها على عدد من النباتات الموجهة لعلاج غازات البطن.