تثير عملية "انتحار" إيف شانديلون، يوم الجمعة 17 ديسمبر الماضي، الموظف السامي في الحلف الأطللسي، هذه الأيام شكوك أهله في بلجيكا، والذين يستبعدون أن يكون وضع حدا لحياته بإرادته. ويطالب أفراد عائلته بتحقيق قضائي شفاف، لكشف حقيقة ما وقع لهذا المراقب العام المكلف بالمراقبة والتدقيق في تمويل الجماعات الارهابية في العالم. وكانت الشرطة البلجيكية قد أعلنت يوم الجمعة الماضي، العثور على جثة إيف شانديلون، البلجيكي الجنسية، مضروبا برصاصة واحدة في الرأس، من المسدس الذي كان يحتفظ به في سيارته. وهو الذي كان يحمل تراخيص حمل ثلاث مسدسات مسجلة لدى المصالح الأمنية البلجيكية. إلا أن المسدس الذي يكون قد وضع به حدا لحياته غير مسجل ولا يحمل تسريحا لحمله.
وأفادت عائلته، بعد العثور على جثته في منطقة آندين الريفية التابعة لمقاطعة نومير ، قرب مدينة تورني، البعيدة ب 140 كيلومتر عن مقر عمله و100 كيلومتر عن مدينة لانس الفرنسية حيث يقيم. وتقع المنطقة التي تم العثور فيها عليه قريبا من الحدود الفرنسية البلجيكية. وكان "المنتحر" قد ذكر لأفراد عائلته، في الأيام القليلة التي سبقت الحادثة، أنه يحس بأن أشخاصا يراقبونه وتعقبونه في تحركاته، كما ذكر لهم أنه يتلقى مكالمات هاتفية "غريبة". وذكرت الشرطة البلجيكية أنها وجدته ميتا وهو يحمل مسدسا في يده اليمنى. وهو ما زاد من شكوكها، إلى حد وصف شرطة نومير للحادثة بكونها "مشبوهة".
وتقول عائلة الإطار السامي في منظمة الحلف الأطلسي، أن أولى الشبها، هي أن إيف شانديلون "يساري" يستعمل يده اليسرى في الكتابة والأكل وغيرها. وهو ما يجعل انتحاره باليد اليمنى "مثار شبهة". وتضيف العائلة أنه كان يتخذ كل احتياطاته في حياته اليومية لأنه يعرف أن يتكفل بملف حساس وهو تبييض الأموال وتنقلاتها المشبوهة وكذا تمويل الجماعات الارهابية. "لا شك أن لموته علاقة بعمله"، كما نقلت وسائل إعلام بلجيكية على لسان أفراد أسرته.
وقد جرت عملية تشريح جثة إيف شانديلون، البالغ من العمر 60 سنة، يوم الثلاثاء 20 ديسمبر، ولم تصدر نتائجها، لحد الآن، كما ذكرت الصحافة البلجيكية، التي تتابع القضية باهتمام كبير. خاصة وأنها طرأت في مرحلة ورود أخبار من مختلف المصادر حول "تمويل الجماعات الارهابية في سوريا على وجه الخصوص".