شرع المدير العام بالنيابة لشركة الجوية الجزائرية، بخوش علاش، في حملة تغييرات، حيث قام بتنحية أربعة مديرين مركزيين تنفيذا "لإصلاحات" وزير النقل، ما خلف موجة سخط وسط الإطارات كانت وراء استقالة جماعية لتسعة مديرين فرعيين وحالة من الفوضى على مستوى المطار، بعد توقف حاملي الأمتعة عن العمل وشلل جزئي لعمال الصيانة في انتظار التحاق الطيارين، احتجاجا على تصريحات طلعي التي طعنت، حسبهم، في "مصداقية" الشركة. بدأت تهديدات وزير النقل محمد طلعي قبل أيام وانتقاده لطريقة تسيير شركة الخطوط الجوية الجزائرية تتجسد على أرض الواقع، خاصة بعد أن أعلن صراحة عن قرار إعادة هيكلتها لتطوير أسطولها وخدماتها، حيث قال إنه مستعد لمساعدة المدير العام بالنيابة المعين مؤخرا خلفا لبودربالة، على معالجة مختلف الاختلالات المسجلة طيلة السنوات الماضية.
وهي التصريحات التي سببت، أمس، فوضى عارمة على مستوى مطار الجزائر الدولي، بعد دخول العمال المكلفين بنقل حقائب المسافرين في إضراب عن العمل دون سابق إشعار، حيث اضطرت المديرية العامة للشركة لتعزيز هذه المصلحة بمضاعفة الفرق بدل العمل بنظام الدوام.
وسرعان ما انتقلت عدوى الاحتجاج لتطال عمال الصيانة، حيث دخلت نقابة المركزية النقابية، طيلة نهار أمس، في مفاوضات ماراطونية لإقناع هؤلاء باستئناف العمل والتريث إلى غاية الوصول إلى قرار عام يكون بمثابة رد رسمي على "خرجة" الوزير طلعي.
وقال مصدر من النقابة إن الوزير مطالب بتقديم توضيحات لإطفاء فتيل الإضراب الذي سيتوسع خلال الأيام القليلة المقبلة، ليشمل طياري الجوية الجزائرية.
وجاءت احتجاجات أمس، أيضا، كرد فعلي على قرار المدير العام بالنيابة، بخوش علاش، إقالة أربعة مديرين مركزيين، ويتعلق الأمر بمديري كل من العمليات الجوية والصيانة الجوية والصيانة التقنية والبرمجة.
وقال مصدر مسؤول من نقابة المركزية النقابية في الشركة إن الموظفين والإطارات تفاجأوا بتغييرات علاش، خاصة ما تعلق بمدير العمليات الجوية الذي قدم، مؤخرا، حصيلة تسييره للمصلحة طيلة السنوات الماضية، حيث أثبتت أنه نجح في عصرنة كل ما يتعلق بالعمليات الجوية، وكان وراء رقمنة 90 بالمائة من المديرية.
ليس هذا فقط، فمدير العمليات الجوية المقال، بوخاري نصر الدين، قام منذ تعيينه على رأس المديرية، منذ أكثر من سنتين، بضبط عمليات التأطير وكان وراء إسقاط اسم الشركة من القائمة "السوداء" لشركات الطيران التي تعدها هيئة "يوزا" الأوروبية كل سنة.
وكان المدير المقال أيضا، حسب شهادات الموظفين والنقابيين، وراء استفادة 222 طيار من تكوين في مختلف أنواع الطائرات، وفي مدة قياسية، وهي العملية، يقول المصدر ذاته، التي رافقت صفقة اقتناء 16 طائرة جديدة عززت أسطول الجوية الجزائرية، في إطار إستراتيجيتها الرامية إلى مواجهة المنافسة الشرسة التي تتعرض لها من قبل شركات طيران أجنبية، حيث جنب التكوين خزينة الشركة الوطنية خسائر مادية كبيرة، باعتبار أن معظم الطيارين لم يكونوا مدربين على هذا النوع من الطائرات.
وأثار قرار المدير العام بالنيابة، بخوش علاش، إقالة أربعة مديرين مركزيين دون سابق إنذار أو حتى إعلام الشريك الاجتماعي الممثل في المركزية النقابية، باعتباره عضوا في مجلس الإدارة، ليزيد من متاعب الشركة، حيث خلّف الإجراء استقالة جميع المديرين الفرعيين التابعين لمديرية العمليات الجوية، وهي موجة استقالات ستتواصل، يضيف المصدر المسؤول الذي تحدث ل"الخبر"، ما لم يتم التراجع عن هذه القرارات.
النقابة: "الشركة تتعرض لتصفية حسابات"
وكانت نقابة المركزية النقابية، في بيان تلقت "الخبر" نسخة منه، قد دعت نقابات القطاع إلى التحلي بروح المسؤولية والتصدي لكل محاولات "زعزعة استقرار" الجوية، بعد حملة "تصفية حسابات" موجهة ضد إطارات وموظفي الشركة.
وقالت النقابة إن "الهجمات" التي تتعرض لها الجوية الجزائرية، "غير مؤسسة، الهدف منها زرع الهلع وسط زبائن الشركة الذين يدفعون رواتب العمال..".
وحسب البيان، فإنه حتى في حال تسجيل تراجع نوعية الخدمات المقدمة وسوء في التسيير "فإن ذلك لا يبرّر أبدا هذا التحامل على الشركة..".
وتساءلت نقابة المركزية النقابية عن الجهات التي تقف وراء الحملة "الشرسة"، وانتقدت التحامل الكبير ضد موظفين وإطارات يشغلون مناصب في مهن تعتبر العمود الفقري للشركة "وهو تشكيك يطعن أيضا في مصداقية هيئات المراقبة الوطنية والدولية، كون شركات عالمية تحتكر مجال المراقبة والصيانة تستقبل باستمرار ودوريا عمال الصيانة وكذا موظفي المصالحة التجارية.. كما أن صيانة الطائرات تخضع للمعايير والتعليمات المحددة من قبل مصنعي هذه الطائرات وهي شركات بوينغ وايربوس وا تي ار".