أصدرت وزارة الشؤون الدينية والأوقاف، أمس، وثيقة تعهدات موحدة ذات طابع إلزامي، تم تعميمها على المديريات الولائية وأُلزم المسؤولون بكل رتبهم بالسهر على تطبيقها، حيث تتضمن الوثيقة الجديدة الضوابط المتعلقة بتحضير وتسيير الشعائر الدينية خلال شهر رمضان المقبل. منعت الوزارة الوصية القائمين على المساجد والمصليات المعتمدة السماح للمتعاقدين الموسميين الاتصال بالمصلين والمواطنين من أجل طلب "مزايا مالية أو مساعدات مادية" مقابل إمامة رواد المساجد، فيما ألزمت الوزارة الوصية إداراتها الإقليمية بتوقيع كامل بنود وثيقة التعهدات الجديدة، خصوصا ما تعلق بصلاتي التراويح والتهجد وكافة العبادات والصلوات المفروضة، والتي تتضمن شروط العنصر البشري القائم عليها. وشددت تعليمة للوزير محمد عيسى الصادرة يوم 16 أفريل الجاري، على إبلاغ أئمة المساجد الرئيسيين بالتقيد بالتوجيهات الحكومية الجديدة، المتعلقة بنظام تسيير المؤسسات المسجدية طيلة شهر رمضان الذي سيحل في غضون 4 أسابيع. ومن أبرز التوجيهات التي تلقتها المديريات التنفيذية، أمس، تحميل الإمام الرئيسي أو الإمام المكلف من طرف السلطة التنفيذية الوصية، بصفته المسؤول الأول عن المسجد والعاملين به، السهر على منع الأئمة والحفظة المتطوعين من الاتصال المباشر وغير المباشر بالمصلين بصفة خاصة وبالمواطنين بصفة عامة، من أجل طلب أية مساعدة مالية أو خدمات مادية كمقابل عن إحياء ليالي رمضان بالتلاوة والتراويح والإرشاد وغيرها من المواعظ. ومما جاء في التعليمة الوزارية الخاصة بتنظيم العمل المسجدي وليالي القيام، توصيات نافذة للأئمة المكلفين بصلاتي التراويح بشكل محدد والتهجد على سبيل التخيير، بمراعاة الاعتدال في التلاوة وتجنب الإطالة المملة على المصلين، كما نهت أيضا عن السرعة المخلة بمعاني الآيات مع اعتماد طريقة ميسرة، والاجتهاد في القراءة بأحكام التلاوة، مع ضرورة الالتزام برواية ورش عن نافع فقط وعدم القراءة برواية غيرها، حفاظا على رواية ورش المنتشرة في بلاد المغرب العربي وتنفيذا لتوجيهات الحكومة المتضمنة توحيد القراءة بالرواية المعتمدة وطنيا. وأُلزمت هذه الفئة بالاعتماد على الحفظ أثناء القراءة ومنع استعمال المصحف، وتجنب استعمال أية مصاحف ولوحات إلكترونية أخرى. وبالنسبة للأئمة والمدرسين المتطوعين والمتعاقدين، تضمنت الوثيقة توجيهات بالتقيد بالمذهب المالكي وأحكام المذهب المالكي في أداء الصلوات الرسمية والتراويح والتهجد، وإبلاغ العاملين بالمساجد بجميع رتبهم الالتزام بتوجيهات الإمام وحده دون تدخل أية جهة سواء كانت اللجان الدينية المسجدية أو أية سلطة إدارية أخرى، وهو ما يؤكد تبني وزارة الشؤون الدينية لبعض المطالب المتعلقة بحماية الإمام من تسلط بعض الجهات الخارجة عن القطاع، بما فيها الجهات النافذة ماليا وفكريا. وبناء على نص التعليمة المذكورة، يلتزم قراء التراويح والمتعاقدون من خارج القطاع وكذا الحفظة المرخص لهم للإمامة الظرفية، بالمداومة على إقامة صلاة التراويح إلى غاية ليلة ال29 من الشهر الفضيل، وليس ليلة ال27 بالنسبة للمساجد التي تداوم على ختم القرآن ليلة القدر، مع تنبيههم بمراعاة المفهوم الشرعي لسنة التراويح الخاصة بإتمام الشعيرة كل الليالي. وتسري التعليمة الجديدة على جميع الأئمة المعنيين بدفعة 2018، المكلفة بأداء صلاة التراويح في مساجد الجالية الجزائرية بالمهجر وفقا لدليل عملي تم إعداده لهذه الفئة.