أنهت السلطات الإسبانية، حسب مصادرنا، وبالتنسيق مع مصالح الدبلوماسية والأمن الجزائري، من معالجة ملف 13 حراقا جزائريا كانوا في عداد المفقودين منذ أكثر من شهرين بعرض السواحل الإسبانية. واستنادا إلى مصادرنا، فإن نتائج تحاليل "الحمض النووي" التي أجريت على جثت الحراقة المفقودين بعد أخذ عينات مشابهة لذويهم، مكّنت من التعرف على هوية هؤلاء الحراقة المتواجدة "جثامينهم" حاليا بمصلحة حفظ الجثث بإحدى مستشفيات مدينة "قرطبة" الإسبانية. وذكرت مصادرنا، أن التنسيق الأمني بين السلطات الإسبانية والجزائرية، عن طريق عناصر منظمة الشرطة الجنائية الدولية "أنتربول"، سهّل من علمية التعرف على هوية هؤلاء الحراقة الجزائريين، الذين ينحدر تسعة منهم من ولاية عنابة والأربعة الآخرين ينحدرون من ولايات بوسط البلاد . واستغرقت عملية تحديد هوية هؤلاء الحراقة حسب مصادرنا، عدة أسابيع، بعدما أخطرت الجهات الأمنية الإسبانية بواسطة الوسائل الدبلوماسية المتاحة، مسؤولي السفارة الجزائرية بإسبانيا، بشأن عثور البحرية الملكية الإسبانية، خلال دورية روتينية في عرض السواحل الإسبانية، على قارب من صنع تقليدي وعلى متنه جثت لمجموعة من الحراقة الجزائريين بعضهم في حالة تعفن، الذين من المحتمل بأنهم تعرضوا إلى حالة تيه في عرض البحر، فقدوا من خلالها مسارهم البحرية وبقوا عالقين في عرض البحر لعدة أيام قبل أن يتم العثور عليهم في عرض المياه الإقليمية الإسبانية. ويحتمل أن يكون هؤلاء الحراقة الجزائريين، قد غادروا سواحل مدينة عنابة، من شاطئ وادي بقرات في بلدية سرايدي الساحلية، باتجاه مدينة سردينيا الإيطالية وهم على متن زورق خشبي انقلب بهم نتيجة تردي الأحوال الجوية. وتجري التحريات الأمنية محليا وبالتنسيق مع عناصر منظمة الشرطة الدولية "أنتربول" حسب مصادرنا، لمعرفة أسباب وخلفيات تواجد القارب وجثت هؤلاء الحراقة الجزائريين بعرض المياه الإقليمية الإسبانية، على الرغم من أن وجهة هؤلاء الحراقة كانت جزيرة سردينيا الإيطالية التي تبعد بعشرات الأميال البحرية من السواحل الإسبانية والنقطة البحرية التي عثر فيها على القارب، ما يطرح تساؤلات كثيرة عن سبب انحراف القارب الذي كان يقلّ الحراقة الجزائريين عن مساره وأضافت مصادرنا، أنه ومنذ تاريخ إبلاغ أهالي وأقارب هؤلاء الحراقة عن اختفاء أبنائهم، شرعت قوات البحرية مدعومة بعدد من الصيادين والحماية المدنية عبر السواحل الشرقية، في عملية بحث عن المفقودين ال 13، حيث باءت محاولاتهم بالفشل بسبب البحث في مواقع بحرية خاطئة وباشرت الجهات الوصية محليا، بعد الانتهاء من معالجة ملف التعرف على هوية الحراقة المفقودين على مستوى مصلحة حفظ الجثت بالمستشفيات الإسبانية، في مرحلة أخرى تتعلق بالتقدم بطلب للسلك الدبلوماسي من أجل الحصول على الجثة ودفنها بأرض الوطن. للإشارة، فقد سبق وأن أعلنت بعض المنظمات الإنسانية، أن عدد الجزائريين الحراقة المتواجدين حاليا بإسبانيا لوحدها يتراوح ما بين ألفين وألفين وخمسمائة دون إحصاء الأشخاص المقيمين بهوية مستعارة أو مزورة، في حين قدّر عدد الجزائريين القابعين في السجون الإسبانية 485 سجين جزائري".