يشكل انتزاع الديمقراطيين الأغلبية في مجلس النواب واحتفاظ الجمهوريين بأغلبية بسيطة في مجلس الشيوخ هزيمة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته، بعد سنتين من وصوله إلى البيت الأبيض. وتشكل هذه الهزيمة أول امتحان صعب وأول حكم للشعب على فترة حكم الرئيس الأمريكي. انتزع الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب الأمريكي من الجمهوريين الذين حافظوا على أغلبيتهم بمجلس الشيوخ خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس. وتعد استعادة الديمقراطيين السيطرة على مجلس النواب، بعدما فقدوا الأغلبية فيه قبل 8 أعوام، بمثابة صفعة للرئيس دونالد ترامب. وقالت الزعيمة الديمقراطية، نانسي بلوسي، أمام حشد من أنصارها في واشنطن: “شكرا لكم، غدا سيكون يوما جديدا في أمريكا”. وينظر إلى هذه الانتخابات على أنها “استفتاء” على رئاسة ترامب الذي تنتهي ولايته الحالية في 2020. وجاءت الانتخابات في منتصف فترة حكم ترامب، التي تستغرق أربع سنوات، وبعد حملات دعائية أثارت حالة من الاستقطاب في البلاد، وصوت الأمريكيون لانتخاب 435 عضوا في مجلس النواب و35 عضوا من أصل مائة في مجلس الشيوخ، كما أدلى الناخبون بأصواتهم لانتخاب 36 من حكام الولايات من أصل 50. وفي آخر تقدير إحصائي من قبل الهيئات المتخصصة، فإن الديمقراطيين حصلوا على 219 مقعد من مجموع 412 مقعد تم الفصل فيها بنسبة فاقت 50.3 في المائة مقابل 193 للجمهوريين في مجلس النواب. ويرتقب أن يحصد الديمقراطيون مزيدا من المقاعد، وهو ما يؤهلهم لأن يسيطروا على مجلس النواب وبالتالي سيجد الرئيس دونالد ترامب نفسه في وضع حساس مع عدة إشكاليات، منها صعوبة تمرير القوانين والاعتراضات التي سيضعها الحزب المعارض على سياساته. وبذلك، يستطيع الديمقراطيون فتح تحقيقات بشأن إدارة ترامب وأعماله التجارية وعائدات الضرائب واحتمال تضارب المصالح. وتشكل هذه الوضعية تحديا لترامب، على غرار ما عرفته العديد من الإدارات السابقة بدءا بإدارة باراك أوباما الديمقراطية. بالمقابل، حافظ الجمهوريون على أغلبيتهم في مجلس الشيوخ، فقد خسر ثلاثة على الأقل من أعضاء المجلس الديمقراطيين مقاعدهم أمام منافسيهم من الجمهوريين. وفازت الديمقراطيتان المسلمتان رشيدة طليب وإلهان عمر بمقعدين في الكونغرس عن ولايتي ميتشغان ومينيسوتا، وينتظر أن تصبح الديمقراطيتان شاريس ديفديس في كنساس وديبرا هالاند من نيومكسيكو أول أمريكيتين من السكان الأصليين تدخلان الكونغرس، كما أن الديمقراطية الكسندرا أوكاسيو - كورتيز (29 عاما) تعد أصغر أمريكية تفوز بعضوية الكونغرس. ويشير الخبراء إلى أن قضية الرعاية الصحية احتلت المركز الأول في اهتمامات الناخبين، حسب استطلاعات الرأي. وركز المرشحون الجمهوريون على قضايا الاقتصاد والهجرة لجذب الناخبين، فيما وجّه الديمقراطيون سهام انتقادهم إلى سياسة إدارة ترامب بإقصاء المهاجرين وبرامج الرعاية الصحية.