قال مصطفى بوشاشي، المحامي والناشط السياسي البارز في الحراك الشعبي الحالي، إن الجزائريين "لا يمكنهم أن يثقوا في الوعود، التي تضمنتها ما يسمى الرسالة الموجهة للأمة، المنسوبة للرئيس بوتفليقة"، التي قرأها عبد الغني زعلان، مدير حملته، مساء أمس، بالمجلس الدستوري. وذكر بوشاشي في اتصال مع "الخبر" تعليقا على الرسالة، أن بوتفليقة "كان لديه فسحة 20 سنة لإنجاز الإصلاحات التي يتعهد بها اليوم، وقد وعد بها في 2011 وجدد نفس الوعود عندما ترشح لعهدة رابعة، غير أنه لم يف بها. واعتقادي أن التملص من الوعود بعد إطلاقها، جعل الشعب لا يثق في التعهد بالإصلاح، وأضحى يتعامل معها على أنها هروب إلى الأمام". وبرأي بوشاشي، الذي ينادي به الكثيرون كناطق باسم الحراك، "لم يعد بمقدور الرئيس، من الناحية الصحية، اقتراح أي حلول لمشاكل الجزائريين، ولا أي إصلاح. وكيف يعقل أن ينجز رئيس في مثل ظروف بوتفليقة الصحية، عملا فكريا تتطلبه إصلاحات؟!!". ويذكر المحامي أن بوتفليقة "لم يترشح للانتخابات وإنما الحاشية المحيطة به، هي من رشحته وتريد أن تنظم لها مخرجا وتؤمّن لنفسها طريقا، بعد رحيله من الحكم. بمعنى أن الجماعة التي تتحدث باسمه، تريد حماية نفسها وتسعى لمغالطة الشعب بأن الرئيس سيبقى سنة واحدة في الحكم، بعد انتخابات 2019". وأضاف: "تمنيت لو أن الرئيس أصغى إلى حناجر الجماهير، ولو أن المحيطين به فهموا رسالة الشعب وتحلوا بالحس الوطني والأخلاق السياسية وقرأوا معانيها، فبادروا من تلقاء أنفسهم بالرحيل. فالجزائريون لم يخرجوا إلى الشارع مطالبين بإلغاء العهدة الخامسة، وحسب، وإنما من أجل رحيل النظام ورموزه.. نظام ظل يرعى الفساد والتزوير وحرم الجزائريين من أن يجدوا أنفسهم في مؤسسات الدولة". وتابع بوشاشي: "لا يمكن لهذا النظام وجهازه التنفيذي أن يجري إصلاحات، والتعنت الذي يظهر في مواقف جماعة الرئيس، قد يؤدي إلى انزلاقات، بينما الجزائريون مصممون على أن تبقى المسيرات سلمية، وعازمون على أن لا ينجرّوا للاستفزازات. لقد أعاد لنا الحراك الشعبي الثائر العزة التي أفقدنا إياها النظام، والكرامة التي أهدرها".