حذر البياطرة من سرعة انتشار فيروس أنفلونزا الطيور"إتش 5 آن 8" والذي قد يكون استهدف مزارع مختلفة عبر الوطن، بالنظر إلى النقل اليومي للدواجن عبر الولايات خلال المرحلة السابقة دون وضع قيود له، في الوقت الذي أعابوا على وزارة الفلاحة التبليغ المتأخر عن الوضع الذي كان يمكن أن يُضبط بإجراءات استباقية تحصر انتشار المرض أكثر. يحدث هذا وشعبة الدواجن تعيش أزمة على كل المستويات، فبالإضافة إلى مخاوف انتشار المرض الذي قد يفتك بأعداد هائلة، تستمر أزمة ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية. وحسب تصريحات المكلف بالإعلام بالنقابة الوطنية للبياطرة، نجيب دحمان، ل"الخبر"، فإنهم تفاجأوا مثل عامة الناس بتقرير المنظمة العالمية للصحة الحيوانية بوجود بؤر لانتشار فيروس أنفلونزا الطيور "إتش 5 آن 8"، على الرغم من أن البياطرة كان يفترض أن يكونوا أول المبلغين بهذا الوباء من أجل العمل على المتابعة الميدانية له، لأنه كلما تفاقم الوضع –حسبه- زادت صعوبة محاصرته بالنظر إلى سرعة انتشار المرض ويمكن أن يتسبب في عدوى واسعة. ولم يستبعد المتحدث هنا أن يكون قد انتشر في عدة ولايات، وذلك أن حركة نقل الدواجن لم تتوقف في الأيام الماضية، مع العلم –حسبه- أن نقل الدواجن كان لا يتوقف، ففي اليوم الواحد يمكن أن يدخل في الولاية الواحدة أكثر من شاحنة، ما يعني أن اختلاط الدواجن ببعضها كان قائما. لهذا -يضيف ممثل نقابة البياطرة- فالوضع يتطلب حزما كبيرا ورقابة دائمة، بالإضافة إلى محاصرة البؤر ومنع تنقل شاحنات نقل الدواجن، والتخلص من هذه الأخيرة في حالة اكتشاف أي بؤرة جديدة، أما فيما يخص التلقيح فالعملية -يضيف نجيب دحمان- لن تكون سهلة لأن جلب اللقاح لن يكون قبل شهر كأقل تقدير، بالنظر إلى الإجراءات اللازمة خاصة مع الغلق الناتج عن انتشار وباء كورونا، كما أن فيروس أنفلونزا الطيور هذه المرة يختلف عن الفيروس الذي انتشر في السنوات الماضية، ما يجعل كمياته محدودة وليست موجودة بكميات معتبرة، وإلى أن تتمكن الجزائر من الحصول على كميات اللقاح ينبغي الرهان على الإجراءات الصارمة والتحلي بالمسؤولية الكاملة لكل الأطراف المتداخلة، من المربي إلى البيطري إلى مسؤولي الولايات، ومديريات الفلاحة وغيرها من الجهات، حتى يتم محاصرة الوباء والعمل على تشكيل خلية أزمة ترصد تطور المرض أول بأول لتفادي الوقوع في كوارث حقيقية. في المقابل، عقّد انتشار فيروس أنفلونزا الطيور "إتش 5آن8" من الأزمة التي تعصف بشعبة تربية الدواجن، حيث تأتي في فترة تهدد بوقف الإنتاج بالنظر على التهاب أسعار الذرة والصوجا، اللتين تمثلان 80 في المائة من الغذاء اليومي للدواجن، وهو نفس الارتفاع الذي يسجله سعر الأدوية الموجهة لها التي ارتفعت بأكثر من 4 آلاف دينار عن سعرها السابق، وحسب تصريحات نائب رئيس المجلس الوطني المهني لشعبة مربي الدواجن محمد حباسي ل"الخبر"، فإن سعر الذرة في السوق لا يزال 4500 دينار بعد أربعة أشهر من المعاناة وهو السعر الذي كان لا يتجاوز 2400 دينار والوضع أخطر بالنسبة لمادة الصوجا التي وصل سعرها في بعض الأسواق 12 ألف دينار للقنطار، بعد أن كانت تتراوح ما بين 4 و6 آلاف دينار، ووقف الإنتاج بسبب هذه الظروف قائما وستكون له عواقب وخيمة.