يزداد الضغط الشعبي العالمي على الحكومات الغربية الداعمة للكيان الصهيوني من خلال تنظيم مسيرات حاشدة عبر عواصم العالم للتنديد بصمت المجتمع الدولي وعجزه عن إيقاف آلة الإبادة الصهيونية ضد سكان قطاع غزة طوال أكثر من 4 أشهر من الحرب الوحشية، حيث نظم، أمس، تحالف المنظمات المؤيدة لفلسطين اليوم العالمي الثاني للتضامن مع سكان القطاع مسيرات حاشدة في أكثر من 100 مدينة عبر أكثر من 45 بلدا حول العالم. ونظمت المسيرات خلال هذا الحدث العالمي في عواصم كبرى من جميع أنحاء العالم، على غرار بريطانيا، التي بدأت فيها المسيرة من منطقة ماربل آرش، المحاذية للهايد بارك، وسط العاصمة لندن، منتصف نهار أمس، واتجه المتظاهرون نحو سفارة الكيان الصهيوني في حي كينسيغتون. كما شهدت مدن ميونيخ وبرلين وفرانكفورت بألمانيا، مسيرات حاشدة كذلك، ورفع المتظاهرون شعارات منددة بتواصل حكومة بلادهم مع حكومة نتنياهو التي تمارس القتل المنهج والتقدير القطري ضد الشعب الفلسطيني. نفس الأجواء تكررت في عواصم عديدة عبر العالم، على غرار واشنطن وسيدني وإسطنبول وسيول ومدن أخرى. وقد أصدر التحالف المكوّن من المنتدى الفلسطيني في بريطانيا وتحالف "أوقفوا الحرب" وحملة التضامن مع فلسطين وحملة وقف التسليح النووي والرابطة الإسلامية في بريطانيا ومنظمة "أصدقاء الأقصى، نداء عاجلا للتحرك ردا على الأزمة الإنسانية الكارثية غير المسبوقة في رفح، جنوبي قطاع غزة. وقال التحالف إنه "مع تصاعد عمليات الجيش الصهيوني، يواجه المدنيون في رفح خطر نزوح وشيك، إضافة إلى جميع أنواع المعاناة الأخرى التي تحيط بهم، مما سيضاعف العدد الصادم من الشهداء والجرحى والنازحين". ودان التحالف بشدة جميع أشكال العدوان ضد السكان المدنيين في غزة، وأهاب بالمجتمع الدولي أن "ينفّذ إجراءات حازمة وجدية لمحاسبة الكيان على جرائم ضد الإنسانية". كما دعا التحالف المشاركين في اليوم العالمي لنصرة غزة، للدعوة لوقف الإبادة الجماعية في القطاع والمطالبة بالحرية لفلسطين. وقال عدنان حميدان، نائب رئيس المنتدى الفلسطيني في بريطانيا، إن الحراك في اليوم العالمي الثاني للتضامن مع غزة يكتسب زخما خاصا بمشاركة مئات المدن والعواصم حول العالم، وفي لندن بالذات، حيث يأتي هذا الحراك في توقيت مهم بين يدي تصويت البرلمان مجددا على تبني الدعوة لوقف إطلاق النار في غزة في 21 من الشهر الجاري. وبدأ الوعي بحقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، ينتشر وسط الشعوب الغربية، وأصبحت الآلة الإعلامية الغربية التي تسيّرها الجماعات الضاغطة الصهيونية، غير قادرة عن مواصلة ممارسة عملية "غسيل العقول"، التي برعت فيها منذ اغتصاب أرض فلسطين من أجل إقامة الكيان الصهيوني الغاشم، وتشريد شعب بأكمله وحرمانه من الحق في الحياة، وفتحت الحرب الصهيونية على غزة، الأعين وكشفت معاناة السكان المحاصرين الذين يتعرضون لإبادة جماعية ممنهجة وتهجير قسري في واحدة من أكبر جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية عبر التاريخ. فهذه المسيرات الشعبية الحاشدة، تمكّنت من "تعرية" الحكومات الغربية أمام الرأي العام العالمي، وكشفت كيف يتم تقديم الدعم المالي والعسكري والدبلوماسي والسياسي للكيان الصهيوني من أجل إبادة الفلسطينيين. ولا شك أن استمرار هذه المسيرات العالمية، سيكون له تأثير بالغ في معارك الانتخابات القادمة ويدفع إلى إعداد تغيير المشهد، ويدفع الأحزاب المتواجدة في السلطة، إلى تغيير منهجها والتوقف عن الدعم الكاميروني للكيان والضغط عليه لوقف آلة الحرب وإلا سينتهي بهم المطاف خارج السلطة خلال الانتخابات القادمة. من ناحية أخرى، خرجت مظاهرات، أول أمس الجمعة، في عدد من الدول العربية، على غرار الأردن واليمن. وطالب المتظاهرون في عمان ومحافظات أردنية أخرى بإلغاء اتفاقية وادي عروبة للسلام مع الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى قطع كافة العلاقات السياسية والاقتصادية معه.كما خرجت مسيرة حاشدة في اليمن تضامناً مع أهل غزة ضد العدوان الصهيوني الغاشم، حيث أكد المشاركون في المسيرة استمرار وقوف الشعب اليمني إلى جانب الشعب الفلسطيني.