قبل أيام معدودة من موعد عقد الجمعية العامة الانتخابية يتواصل الصراع على كرسي الرئاسة، على من يظفر بأغلبية الأسهم بين كل من المدرب سيد أحمد سليماني و المستثمر رشيد ملياني، فالأول و بحكم تجربته في الميادين و تزكية من قبل الأنصار يرغب أن يدخل عالم الاستثمار الرياضي و مجال التسيير من موقع قوة بعد رصده مبلغا تمهيديا يفوق ستة ملايير سنتيم مستهلا عمله بملاقاة الإدارة الحالية و أخذه كلّ التفاصيل قبل إيداع ملف الترشيح، في حين فضّل الثاني كسب بطاقة الإشهار لمشروعه عبر وسائل الإعلام من خلال تنشيطه لندوة صحفية عشية أوّل أمس، إلى جانب تقديمه لضمانات بإعادة «الكتيبة الزرقاء» إلى مصاف الكبار. الجميع يترقّب و موعد عقد الجمعية العامة يبقى الحلقة المفقودة و يترقّب الجميع موعد عقد الجمعية العامة للدخول في الرسميات و لو أن رشيد ملياني يُراهن على كسب معركة الأسهم عبر شراء أكبر حصة قد تصل إلى 80 بالمائة قصد ترجيح الكفة لصالحه مُسبقا رغم أنه أبدى استعداده للدخول كمساهم عادي في حال عادت الغلبة لمنافسه سليماني الذي يلعب هو الآخر على أوتار ورقة الصعود من بوابة الموسم المقبل فضلا على تخصيصه رفقة شركائه من رجال المال و الأعمال لغلاف مالي يفوق بالضعف القيمة التي صرّح بها في الأيام السابقة، لكن يجدر التنويه إلى أن طموح الرجلين لازال على الورق و يصل إلى حد التجسيد و لو نسبيا لأن الجمعية العامة الانتخابية تبقى الحلقة المفقودة رغم من التطمينات التي وردت من المسيرين الحاليين. الأنصار يدخلون مرحلة جسّ النبض و «الشكارة» ستفصل في حرب الزعامة على ضوء هذه المستجدات دخل الأنصار و محبي النادي مرحلة جسّ النبض وسط حالة من الترقّب لمن تميل الكفة و من سيكسب الرهان، فبالرغم من أن الأغلبية القصوى تؤيّد مشروع المدرب سليماني على حساب ملياني الذي يبقى مغمورا و غير معروفا على الصعيد الرياضي إلاّ أنّ المبلغ الذي سيُضخّ في رأس مال الشركة أو بعبارة أخرى «الشكارة» هي من ستُحدّد مصير الرئيس الجديد و ستفصل في حرب الزعامة التي بلغت ذروتها بحر هذا الأسبوع. المرشّحان يُريدان كسب يحلى لكن الأخير فضّل الانسحاب كما أن كلا المرشّحين فضّلا كسب الرئيس السابق للوداد و عضو مجلس الإدارة عبد الكريم يحلى «كجوكير» عبر إقناعه بمواصلة مهامه بالنظر لخبرته الواسعة في مجال التسيير، إلاّ أن الأخير فضّل الانسحاب بصفة رسمية و هو الذي كانت تُشير كل المؤشرات على أنه سيحظى بتزكية جديدة يوم الجمعية العامة لخلافة بن تشوك في كرسي الرئاسة. و عليه، فإن الطريق بات مفتوحا أمام سيد أحمد سليماني و رشيد ملياني لمواصلة السباق لوحدهما إلى غاية تحديد مصير الرجل الأول في النادي. رئيس المنتدى حضر الندوة الصحفية، و لكن… يبقى الجدير بالذكر، أن رئيس منتدى النوادي المحترفة لموسمين متتاليين حضر الندوة الصحفية التي عقدها ملياني بفندق سطمبولي رفقة أعضاء من المكتب المسير السابقين و الحاليين على غرار نصر الدين عرباوي، عبد الله بن يلس و جمال سعيدي… لكنّه لم يبد أيّة تزكية لأي مرشّح للرئاسة علاوة على أنه تدخّل في ثلاثة مناسبات لتوضيح عديد النقاط. و لذلك جاءت الحملة الإعلامية هذه على شاكلة اجتماع مصغّر بين القطب المسيّر السابق و القطب الجديد و هو ما جعل الجميع يتساءل عمّن كان يقصد ملياني بإزاحته من المكتب المسيّر أم أن تصريحاته في حدّ ذاتها جاءت للاستهلاك لأن الجميع يُدرك بأن التغييرات التي حدثت على مستوى إدارة الوداد مسّت تقريبا الرؤساء فقط في حين أن جل المسيّرين لا زالوا متشّبثين بمناصبهم رغم مرور السنين. يحلى:«تعبت كثيرا و أُفضّل الانسحاب في الوقت الراهن» في تصريحه مقتضب «للخبر الرياضي» عقب نهاية الندوة الصحفية جدّد عبد الكريم يحلى رغبته في الإنسحاب من مجال التسيير بعدما كلّ ما عانى على رأس الوداد، معتبرا أن« الأمور لم تعد تُحفّز على مواصلة العمل كما أننّي شخصيا تعبت و لذلك أُفضّل الانسحاب في الوقت الراهن»، في سؤالنا عمّن يراه الأقرب لكرسي الرئاسة مستقبلا يضيف محدّثنا «نحن حاليا في عالم الاحتراف و الوداد تحوّل لشركة تجارية و لذلك أقول إن الشخص الذي يتقدّم بأكبر مبلغ مالي هو من سيستحوذ على أغلبية الأسهم و بالتالي سيتوّلى زمام الرئاسة». انتعاش الخزينة بإعانة الوزارة يُعيد الروح للإدارة جاء انتعاش الخزينة من تدعيم الوزارة بما قيمته 3 ملايير و 750 مليون سنتيم ليُعيد الروح للإدارة الحالية و يمنح بذلك «جرعة أكسجين» للشروع في تسديد الديون العالقة و تسوية أجور اللاعبين لقطع الطريق عن هجرة الركائز. تأخّر تسريح السيولة فتح باب التأويلات كما أن تأخّر تسريح هذه السيولة المعتبرة إلى غاية هذا الوقت جاء ليفتح باب التأويلات مجددا في رغبة إدارة بن تشوك بالحفاظ على موقعها الريادي داخل المكتب المسير خصوصا و أن مسألة بيع الأسهم ستكون جد معقدّة على خلاف ما كانت عليه الأمور في وقت سابق و هذا ما يُعدّ في غير صالح المرشّحين الجديدين سيد أحمد سليماني و رشيد ملياني. صراع الزعامة قد يضع الوداد في مفترق طرق ما يخشاه الأنصار و محبو النادي أن حرب الزعامة الممتدة منذ ما يُقارب الأسبوع قد تضع الوداد في مفترق طرق على أساس أن كل طرف يُريد الاستحواذ على أغلبية الأسهم و من المستبعد جدا أن تُقبل الوصافة أو بما يُسمى بالمساهمة من أجل المساهمة.