سبحان مقلب الأمور والأحوال، أصبح الفرنكو جزائري محمد بلقاسيمي مذنبا، بعدما كان ضحية في فرنسا، التي تدعي حماية حقوق الإنسان وتفتخر بالعدالة التي كرستها القوانين على مدار عصور، فقد تصاعدت الأصوات من أطراف متعددة لتنادي بمعاقبة الجزائري، بحجة أنه سجل تصريحات خطيرة وعنصرية لأعضاء في المديرية الفنية، ونقلها للمسؤولين الرياضيين، محترما السلم التصاعدي للمسؤولية، ونقل ما يجب نقله عن مخطط جهنمي يهدف لحرمان المغاربة والسود من حقهم في التكوين بالمراكز الكروية، وهو ما اصطلح على تسميته بفضيحة الكوطات أو الحصص. بلقاسيمي الذي تحدثنا معه هاتفيا مرتين قالها بصوت مرتفع "ضميري كان يحتم علي دق ناقوس الخطر، ولم أفتعل تسجيلا من عندي، بل سجلت ما يدور في ذهن المدراء الفنيين الذين عبروا عن أفكارهم بكل حرية، وهي الأفكار التي أراها عنصرية ليس إلا". وعوض أن تتحرك فرنسا للتحكم في الوضع وتعاقب المسؤولين عن المشاريع العنصرية، قلب "ساسة باريس" الموازين، وحاولوا تبييض وجه فلان وعلان، وتحول الفرنكو جزائري إلى مذنب، لأنه فجر الفضيحة التي كشفت بأن ما يحدث في أروقة الحكم الفرنسي لا يختلف كثيرا عما يحدث في أروقة المدراء الفنيين في كرة القدم. ولعل تحرك الشارع المغترب بفرنسا للتضامن مع بلقاسيمي، صورة أخرى عن حقيقة الوضع في هذا البلد، والتقني الفرنكو جزائري أصبح بحاجة الآن إلى تضامن واسع من زيدان وبن زيمة وناصري ودوسايي وجميع الفرنسيين ذوي الأصول المغاربية أو الإفريقية، الذين منحوا شبابهم لفرنسا، وسيذهب أبناؤهم ضحية المخططات الجهنمية. وحتى إن حاول "زيزو" إخراج صديقه المدرب لوران بلان من الورطة التي وقع فيها، فإن تهديدات المدير الفني بلاكار بمعاقبة ومتابعة من فجروا الفضيحة، هو مؤشر واضح على أن القضية لم تكن مفتعلة، والروح العنصرية التي تحدث عنها بلقاسيمي أصبحنا نطالعها في تصريحات هؤلاء. كما أن بلقاسيمي الذي سبق وأن قلنا في هذا العمود بأنه يستحق وسام الشجاعة، أضحى بحاجة لدعم كبير للأسرة الرياضية، سواء في الجزائر أو في فرنسا، حتى لا يقع له ما وقع للحركة في حرب التحرير وبعد الاستقلال. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته