احتفالا باليوم العالمي لحرية الصحافة نظمت كلية الإعلام والاتصال بجامعة قسنطينة ندوة لفائدة طلبتها بحضور عدد من الوجوه الإعلامية في صورة مدير تحرير يومية النصر سليم بوفنداسة ورئيس قسمها الرياضي عبد الحميد بن مرابط ورئيس المكتب الجهوي لجريدة اليوم محمد بوحصان، كما حضر الندوة مدير يومية الخبر الرياضي وطرح صحفي التلفزيون الجزائري نور الدين ضروي واقع وتحديات الإعلام السمعي البصري. عاد عميد الكلية الأستاذ إدريس بولكعيبات إلى سنوات الثمانينات حينما كان صحفيا بالنصر وسرد المسيرة العسيرة والعوائق السياسية التي أنجبت الصحافة الحرة والمستقلة بعد أحداث 5 أكتوبر88 منوها بالقفزة النوعية التي عرفتها حرية الصحافة العمومية أو الخاصة بين سنوات 89 و92 وهي حسب عميد الكلية الفتية، «أجمل وأزهى أيام الصحافة الجزائرية». من جهته تحدث مدير تحرير يومية النصر، سليم بوفنداسة عن كثير من الجوانب المهنية والأخلاقية التي جعلت من الصحافة الجزائرية خاصة أو حكومية تأخذ المنحى الذي نعيشه مشيرا بأنه في الواقع الإعلامي لا يوجد فرق بين صحيفة خاصة وأخرى عمومية «كون الجميع يتعامل مع نفس المجتمع ونفس القارئ»، مضيفا بأن الصحافة الجزائرية لا تزال تعاني من مشكل مؤسساتي بمعنى أن كثير من الصحف لم ترتق بعد إلى نظام مؤسسة قوية وهو ما يفرز في كل مرة هزات عنيفة. «الخبر الرياضي» امتداد تاريخي لصحيفة الهدف لأن الصحافة الرياضية أولى اهتمامات الشباب الجزائري فإن رئيس القسم الرياضي ليومية النصر بن مرابط عاد إلى الوراء في مداخلته ليتحدث عن ميلاد الصحافة الرياضية بمدينة الجسور المعلقة في السبعينات، مشددا على أن صحيفة «الهدف» التاريخية كانت تعج بالأقلام في صورة المرحومين مصباح ورحماني وكذا بوبكر حميدشي، مصطفى معنصري، خماس والمرحوم عبود وكثير من الأقلام التي صنعت أمجاد الصحافة الخاصة مطلع التسعينات. على صعيد آخر قدم مدير يومية الخبر الرياضي عدلان حميدشي لمحة عن مسيرة ثاني يومية رياضية في الجزائر من حيث السحب والانتشار وأسباب إصدارها من قسنطينة عوض العاصمة مشيرا بأن التحدي الكبير الذي رفعه الطاقم الشاب بقسنطينة نجح وبنسبة معتبرة في تحقيقه لاسيما وأن الصحيفة أضحت ثاني يومية رياضية وخامس يومية معربة في الجزائر من حيث السحب والمبيعات. وأكد المدير بأن نجاح تجربة الخبر الرياضي دليل على وجود كفاءات جزائرية بكل ربوع الوطن فلا يمكن الحديث عن وجود صحفيين بالعاصمة ووهران وعدم وجودهم بقسنطينة أوعنابة أو سطيف لاسيما وأن الجامعات الجزائرية لها نفس مستوى التكوين تقريبا. وفي رده عن أسئلة الطلبة بخصوص صمود «الخبر الرياضي» طوال أربع سنوات في ظل افتقارها للإشهار ، أوضح المدير قائلا: «هذا مكسب لطاقم الخبر الرياضي الذي سيبقى يفتخر بقرائه الذين يعدون رأس ماله مشيرا بأن موضوع الإشهار العمومي أو الخاص سيبقى قائما في غياب مقاييس احترافية شفافة في توزيعه». تحديات كبرى في انتظار التلفزيون العمومي في مداخلة الصحفي نور الدين ضروي تحدث هذا الأخير عن التحديات التي تنتظر القنوات العمومية أمام زحف الفضائيات الخاصة التي تنقل أخبارا يومية عن مشاكل المواطنين عكس التلفزيون العمومي الذي ما زال بعيدا عن طموحات وآمال الجزائريين مشددا على ضرورة الإسراع في تكييف التلفزيون العمومي مع الواقع الجديد و»إلا سنجد أنفسنا في واد والمتفرج الجزائري في واد آخر» يقول الصحفي ضروي. واستغل نائب عميد الكلية الأستاذ عبد الحميد بوشوشة الفرصة كي يعرض تجاربه في مؤسسة النصر ومساهمته في بعث يومية الخبر الرياضي قائلا بأن الجيل الحالي من طلبة الإعلام جد محظوظين لتوفر قسنطينة على أكاديمية في التخصص.