رغم خروج المنتخب الجزائري وإقصائه من الدور الثمن نهائي لمونديال البرازيل أمام الماكنة الألمانية سهرة أول أمس إلا أن رفقاء القائد مجيد بوقرة كانوا أكبر الرابحين في نهائيات كأس العالم التي تتواصل مجرياتها ببلد السامبا سيما أن الوجه الطيب الذي ظهروا به وتحقيقهم لإنجاز تاريخي بتأهلهم للدور الثاني جعلهم يخرجون مرفوعي الرأس تحت تصفيقات آلاف المشجعين الجزائريين، البرازيليين وحتى الألمان الذين اعترفوا بقوة هذا المنتخب الشاب الذي عرف كيف يصمد في وجه الكبار وأسال العرق البارد لرفقاء نجم ريال مدريد خضيرة ليبرهن بذلك أن تواجده في أكبر محفل كروي عالمي لم يكن للسياحة وإنما من أجل إعلاء الراية الوطنية وكسب الخبرة اللازمة تحسبا للمواعيد التي تنتظره على المديين القريب والمتوسط. الخضر كانوا أحسن منتخبات إفريقيا من حيث المردود والنتائج بالعودة إلى النتائج التي حققها أشبال الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش، نجد أنهم كانوا أحسن المنتخبات الإفريقية الخمسة التي شاركت في المونديال موازاة مع المستوى الكبير الذي قدمته العناصر الوطنية في اللقاءات التي لعبتها وحتى تلك التي خسرتها سيما مواجهة المنتخب الألماني التي جعلت خبراء الكرة العالمية يعترفون بأن الخضر أصبحوا برازيليي إف ريقيا بفضل هذا الجيل الشاب الذي يقوده كل من براهيمي، فيغولي وبن طالب. نقص الخبرة لم يمنعهم من التفوق على الكاميرون،غانا وكوت ديفوار رغم دخول المنتخب الجزائري غمار المنافسة في نهائيات كأس العالم الحالية وهو يعاني من نقص خبرة لاعبيه الشبان في مثل هذه المنافسات العالمية الكبرى إلا أن ذلك لم يقف حجر عثرة في وجه رفقاء سوداني وسليماني الذين تسلحوا بالإرادة وروح المجموعة وبرهنوا للكثيرين أنه لا توجد منتخبات ضعيفة في المونديال بعدما استصغرهم كل من التقني الإيطالي كابيلو الذي صفعوه وعجلوا بعودة المنتخب الروسي الذي يدربه إلى موسكو بخفي حنين كما أنهم تفوقوا على المنتخبات الإفريقية في شاكلة كوت ديفوار، الكاميرونوغانا التي خرجت من الدور الأول رغم امتلاك هذه المنتخبات للاعبين كبار يملكون الخبرة الكافية في مثل هذه المواعيد لكن افتقادهم للروح المعنوية التي اكتسبها رفقاء فيغولي جعلتهم يغادرون بلاد السامبا مبكرا ويفتحون الأبواب في وجه المنتخب الجزائري لكتابة التاريخ بأحرف من ذهب. محاربو الصحراء خرجوا موحدين وكلهم مجموعة واحدة عكس منتخب الكاميرون الذي خرج مشتتا بعد إقصائه من الدور الأول من المونديال واتهام اللاعبين بعضهم لبعض بعدم تبليل أقمصتهم وكذا نهاية عقد جيل دروغبا وجيرفينيو مع نهائيات كأس العالم وتحسرهم على عدم تحقيق نتيجة إيجابية فإن مونديال البرازيل قوى روح المجموعة لدى لاعبي المنتخب الجزائري الذين ردوا بقوة على كل من شكك في إمكاناتهم وظهروا بمثابة رجل واحد فوق أرضية الميدان ورغم معاناة بعض اللاعبين بدنيا في نهاية أغلب اللقاءات إلا أن ذلك لم يمنع زملاءهم من تغطية أماكنهم خدمة لمصلحة المنتخب الوطني وتأكيدا أن الجزائر تسمو فوق كل اعتبار شخصي. حتى الإقصاء أمام ألمانيا كان حلوا وأخرج اللاعبين بمعنويات مرتفعة أهم شيء يؤكد ما سبق قوله بشأن خروج المنتخب الجزائري موحدا من مونديال البرازيل هو الصورة التي صنعها اللاعبون عقب خسارتهم أمام الماكنة الألمانية على أرض ملعب بيرا ريو بمدينة بورتو أليغري سهرة أول أمس، حيث خرجوا جد فرحين بالمردود الذي قدموه في المونديال وبادلوا الجماهير التحية وكان إقصاؤهم حلوا رغم تأثر بعض اللاعبين للخسارة لأنهم كانوا يعرفون أنهم قادرون على مواصلة المسيرة وأن محاربي الصحراء لديهم القدرة على تعطيل الماكنة الألمانية التي أصابها الصدأ في مواجهة أول أمس. مونديال البرازيل تاريخ ميلاد حقيقي للمنتخب الجزائري على ضوء المعطيات السالفة الذكر وبداية نهاية عهد جيل أم درمان ، يمكن القول أن مونديال البرازيل أعلن تاريخ ميلاد جديد وحقيقي للمنتخب الجزائري الذي حطم كافة الأرقام وخرج منتصرا من المعركة التي دخلها أمام عمالقة الكرة العالمية ليكسب لاعبوه روحا معنوية جديدة ستساعدهم حتما على التألق مستقبلا سيما أن الشبان الجدد الذين التحقوا بالمنتخب خلال السنتين الفارطتين قادرون على حمل المشعل ومواصلة المشوار حتى بعد رحيل الناخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لأن الجزائر كسبت مجموعة متكاملة وهو ما أكده متوسط ميدان خيتافي مهدي لحسن في تصريحات أعقبت مواجهة ألمانيا حينما كشف أن هذه المجموعة ستواصل مع أي كان وأن رحيل التقني البوسني لن يؤثر عليها بعدما أصبحت متماسكة أكثر من أي وقت مضى. رفقاء فيغولي سيدخلون تصفيات «كان» المغرب بمعنويات في السماء بعد أن أبهروا العالم بالمردود المقدم في مواجهات المونديال والإنجاز التاريخي الذي جعلهم يلعبون الدور الثاني في المونديال فإن رفقاء النجم سفيان فيغولي القائد الجديد للتشكيلة الوطنية سيدخلون تصفيات «كان» المغرب بمعنويات مرتفعة وسيلعبون على التأكيد على هيبة المنتخب المونديالي الذي كسر كافة التوقعات وأخلط الحسابات وتسبب في مهاجمة الصحافة الألمانية لمنتخبها رغم تأهله للدور ربع نهائي من المونديال. جيل براهيمي قادر على الذهاب بعيدا وتشريف الجزائر في مونديال روسيا 2018 يمكن القول أن جيل براهيمي، تايدر ، محرز والبقية قادر على فعل أشياء كثيرة في حال وجد الظروف والمناخ المساعد للعمل خلال السنوات القادمة ويمكنه أن يستغل فرصة تنظيم دورتين متتاليتين لنهائيات كأس إفريقيا للأمم سنتي 2015و2017 للتتويج باللقب القاري الذي افتقدته خزائن الاتحاد الجزائري لكرة القدم منذ 34سنة كما أن اكتسابه للخبرة والتجربة خلال الثلاث سنوات القادمة سيجعله حتما قادرا على الذهاب بعيدا في مونديال روسيا2018 بنفس اللاعبين الذين عرفوا كيف يدخلون التاريخ من بابه الواسع في مونديال البرازيل. مبعوثونا إلى البرازيل: طارق قادري رفيق حريش