يحتمل أن يحدث خيار تبني المدرب الجديد للمنتخب الوطني وحيد حاليلوزيتش لنفس المنهج السابق في اختيار تركيبة المنتخب الوطني اعتمادا على ما تجود به المدارس الفرنسية من عناصر مزدوجة الجنسية والاستفادة من نتائج قانون الباهاماس، أزمة رياضية في المستقبل القريب بين مسؤولي الرياضة في البلدين، ستوقدها دون شك تقاطع رغبات القائمين على التسيير في كل من قصر دالي إبراهيم والعاصمة باريس حول الجانب صاحب الحق في الاستفادة من اللاعبين ذوي الأصول الجزائرية الذين تكونوا في مختلف مدراس نوادي فرنسا. طافر، بن زية،براهيمي وبلفوضيل قنابل موقوتة يشكل الثلاثي يانيس طافر مهاجم أولمبيك ليون ولاعب المنتخب الفرنسي لأقل من عشرين سنة رفقة مواطنيه ياسين بن زية وإسحاق بلفوضيل الجزئية التي من المنتظر أن تكشف حقيقة الصراع بين مسؤولي الكرة في البلدين، فبين تمسك الفرنسيين بخدمات الثلاثي واعتبارهم نتاج عمل فرنسي خالص لا يحق لبلد الأجداد استدعاؤه لتمثيل المنتخب الجزائري، يبذل القائمون على الشأن الكروي الجزائري مساع حثيثة بغية إقناع هؤلاء النجوم المستقبلين للالتحاق بكتيبة وحيد حاليلوزيتش والاستفادة من نتائج قانون الباهاماس على شاكلة ما حدث مع عدة عناصر انضمت في وقت سابق للمنتخب مثل مغني، عبدون، يبدة وبودبوز وبين الموقف الفرنسي والرغبة الجزائرية فإن الأمور مرشحة للتطور والصراع الخفي قد يصبح علنيا. حاليلوزيتش أفصح عن سياسته والمحلي الجزائري لا يحقق الأهداف رغم أن خليفة عبد الحق بن شيخة لم يستثن البطولة الجزائرية من حساباته وبرمج مشاهدة لقاءات من هذه البطولة تمكنه من معاينة بعض العناصر المحلية والوقوف على مستواها تحسبا لاستدعائها لصفوف الخضر، غير أنه وخلال خرجاته الإعلامية الأخيرة لمح إلى توجيه بوصلته إلى لاعبين فرانكوجزائريين بعدما قال أن جواز السفر عطل التحاق بعض العناصر وأن حوالي 6 لاعبين مغتربين مرشحين لتدعيم الخضر، إضافة إلى قيامه بتصفح السير الذاتية للاعبي منتخبات الديكة للفئات الشبانية، المنحدرين من أصول جزائرية، وهو مؤشر واضح على أن وحيد حاليلوزيتش يسعى لتحقيق الأهداف التي رسمها مع رئيس الفاف عن طريق الاعتماد على ما ستجود به منتخبات فرنسا الشبانية. الفرنسيون صعدوا اللهجة ويرفضون حالات أخرى ل"الهروب" ما يعزز فرضية اندلاع صراع كبير بين مسؤولي البلدين في ظل رفض الفرنسيين السماح لحالات أخرى من "الهروب"، هو الخطاب الفرنسي الذي أخذت لهجته منحى تصاعديا في الفترة الأخيرة والتي بدأت حلقاتها الأولى بعد فضيحة "الكوطات" عندما تكشف للعيان خطة قذرة أرادت من خلالها الاتحادية الفرنسية الحد من حالات "الهروب" عن طريق تبني مشروع عنصري يحدد حصة معينة لأبناء الأجانب في المدارس التكوينية الفرنسية وانتهت وتطورت الأسبوع الماضي بعد تصريحات بلاتيني الذي قال بصريح العبارة أن الاتحادية الفرنسية بمختلف أجهزتها تكون للمنتخب الفرنسي وليس للبولونيين، أو الكروات وحتى الجزائريين. فرنسا عارضت قانون الباهاماس وتحاول التخفيف من حدته تشكل رغبة الاتحادية الفرنسية في التخفيف من وطأة قانون الباهاماس عن طريق إسقاط قانون بوسمان على العناصر التي تستفيد من قانون الباهامس واعتبارها أجانب في الفضاء الأوروبي رغم حيازتها لجنسية دولة أوروبية، الوجه الخفي لصراع مسؤولي الكرة الفرنسيين مع منتخبات البلدان التي "تسلب" حقوق المراكز التحضيرية الفرنسية، حيث ورغم دخول الطبعة الأولى لقانون الباهامس حيز التنفيذ عام 2003، إلا أن الفرنسيين لم يستطيعوا التأقلم مع الواقع الجديد ومازالوا ينتقدون خطوات روراوة ويسعون إلى التقليل من حدته بالشكل الذي يسمح لهم بمضاعفة فرصتهم في الحفاظ على العناصر الموهوبة.