يناشد سكان بلدية الجبابرة التابعة لولاية البليدة، والتي تبعد عن المركز بحوالي 50 كلم والموجودة بأعالي جبال متيجة، السلطات المحلية، التدخل العاجل للوقوف على الوضعية المزرية التي يعانون منها ويطالبون بتسطير برامج تنموية من شأنها تحسين المستوى المعيشي للسكان· لدى وصولنا الي هذه البلدية، تبين لنا النقص الفادح في مختلف الهياكل والمرافق التي من المفترض أن تستفيد منها كل بلدية لتوفير على الأقل أبسط ضروريات الحياة للسكان··· انعدام التهيئة وندرة المياه الصالحة للشرب
أعرب لنا السكان عن قلقهم لانعدام المياه الصالحة للشرب، والتي لا يتزودون بها إلا مرة واحدة في الأسبوع، مما يجعل الأطفال بالدرجة الأولى مضطرين للتنقل إلى الآبار المجاورة يوميا والمغامرة بحياتهم، لتزويد عائلاتهم بكميات قليلة تخصص للغسل والطبخ، حسبما صرحوا لنا· وتفتقر البلدية الى الغاز الطبيعي، فقد أقر لنا السكان أنهم يضطرون دائما لشراء قارورات غاز البوتان· كما تشهد طرقات البلدية مسالك جد متدهورة مليئة بالحفر العميقة، وهو ما زاد من معاناتهم، خاصة في فصل الشتاء، حيث تتحول إلى مستنقعات موحلة، وإلى مصدر للغبار المتطاير جراء تراكم التربة في فصل الصيف، حيث يصبح السكان يتنفسون الغبار الناتج عن انعدام التهيئة، وهذا ما يشكل خطرا كبيرا، خاصة عند الأطفال، حسبما أدلى به السكان ببلدية الجبابرة··· إلى جانب هذه المعاناة، تطرق المواطنون الى معاناتهم مع غياب قنوات صرف المياه المستعملة، حيث يتسبب ذلك في انتشار الروائح الكريهة، وبالتالي تراكم المياه القذرة أمام المنازل مما يهدد صحة السكان خاصة الأطفال منهم، فضلا عن غياب الإنارة العمومية، الأمر الذي يثير فزع السكان، خاصة وأن المنطقة جبلية، وهذا ما يفتح الباب واسعا أمام المنحرفين الذين يجدون في ذلك ضالتهم لممارسة مختلف طقوسهم وتجاوزاتهم اللاأخلاقية، يضيف السكان· منشآت مهملة وأخرى منعدمة تماما
تشهد دار الشباب ببلدية الجبابرة إن صحت تسميتها كذلك، تدهورا ملحوظا، فهي مجرد بناية توجد بها قاعة كبيرة وثلاث أخرى صغيرة وكلها فارغة من أبسط التجهيزات، الكتب وغيرها وكأنها معلم مهمل تجاوزه الزمن، وفي هذا الشأن أعرب لنا السكان عن أسفهم لهذا الإهمال من قبل السلطات المعنية، وصرحوا بأنهم بحاجة الى تبادل النشاطات مع بلديات اخرى للخروج من العزلة التي تعاني منها البلدية والتهميش، على حد قولهم· ضف الى ذلك، فإن البلدية لا توجد بها إلا ابتدائية وحيدة فقط وهي في حالة جد متدهورة، أقسامها هشة ولا دور للمياه بها، ولهذا فقد طالب أولياء التلاميذ بترميم الأقسام لمواجهة خطر الأمطار والثلوج وتسرب المياه الى الأقسام، ما يعيق سير الدراسة وأحيانا يحرم منها التلاميذ حسب تصريحات بعض الأولياء، الذين يطالبون بإنجاز اكمالية بالبلدية من شأنها تخفيف الاكتظاظ والضغط على البلديات المجاورة كمفتاح وتقليص المسافة وتجاوز خطر الطريق على التلاميذ· أما عن المرافق الترفيهية كالرياضة والتسلية، فهي منعدمة تماما ما جعل حياة الشباب والاطفال روتينية قاسية ومعقدة، خاصة البطالين منهم ،الذين عبروا عن هذه الوضعية· مضيفين أنهم لا يستطيعون في كل مرة التنقل الى بلديات أخرى لممارسة مختلف النشاطات الترفيهية والرياضية، بسبب طول المسافة والتكاليف الباهظة في التنقل مرتين أو أكثر في اليوم· كما أشار لنا بعض المواطنين، الى انعدام عيادة متعددة الخدمات للتكفل بالحالات الاستعجالية، إذ يضطر السكان للتنقل إلى مستشفى مفتاح الذي يبعد ببضعة كيلومترات على بلدية الجبابرة، وبالتالي صعوبة تنقلهم أكثر في الليل· وقد ألح علينا السكان بضرورة نقل معاناتهم اليومية الى السلطات المعنية عبر الجريدة، للالتفات الى هذه البلدية المهمشة من جميع النواحي والمنعزلة، في انتظار تجسيد مشاريع تنموية بإنجاز أبسط المرافق الضرورية على الأقل وتهيئة المحيط، وما يجب تهيئته لإعطاء نفس جديد للبلدية من جديد، خاصة وأنها عرفت خلال السنوات الاخيرة عودة سكانها بعد هجرتهم منها خلال العشرية السوداء·