قد لا يخفى على المتسوقين مشهد مواد التجميل المعروضة تحت أشعة الشمس الحارقة، وهو واحد من المشاهد التي لا شك في أنها تتنافى تماما مع قواعد الصحة، إلا أن المشكلة هي أنها تلقى كل الترحيب من طرف أشخاص يبحثون عن السلع الرخيصة وكفى... إن الأسعار التي تعرض بها المستحضرات في بعض شوارع وأسواق العاصمة الشعبية، كثيرا ما توهم المارة بأنهم أمام صفقة رابحة، إذ لا تتعدى أسعار بعض أقلام الماكياج 20 دج.. فيما يمكن اقتناء أحمر الشفاه ب 30د ج ومزيل الروائح ب 100دج فقط.. والمثير في المسالة هو أن المنطق السائد لدى هؤلاء المتهافتين على اقتنائها يقول أنه لا فرق بين هذه السلع الزهيدة وتلك التي تباع في الصيدليات، ما عدا فارق السعر.. فالامبالاة التي تكفر بحملات التوعية، تدفع بالعديد من المستهلكين الى الاستهانة بالعواقب التي قد تظهر في شكل مشاكل جلدية تشوه الجمال المنشود، ذلك أنها غالبا ما تكون مغشوشة وأحيانا منتهية الصلاحية، خاصة في ظل تفاقهم ظاهرة التدليس في المبيعات، والتي عرفت رواجا كبيرا بعد الانفتاح على اقتصاد السوق، ضف الى هذا تأثيرات الشمس الحارقة التي لا تتوافق وشروط الحفظ. هذا الموضوع أسال حبر الأقلام الصحفية عدة مرات، لكن الظاهر يوحي بأنه لا حياة لمن تنادي، فالظاهرة تتأرجح بين مستهلك يركض وراء السلع الرخيصة بحجة ضعف القدرة الشرائية، ليكتشف متأخرا أنه ضحية صفقة زائفة ثمنها مشاكل صحية، وبين بائع لا يهمه درجة الضرر الذي قد يلحق بالزبائن، بقدر ما تهمه كمية النقود التي ستدخل جيبه.. ليبقى السؤال المطروح، كيف يمكن القضاء على مشكلة إسمها غياب ثقافة الاستهلاك، طالما أن تحذيرات الأطباء لم تعد تمسك المستهلك من الأصبع الذي يؤلمه؟!