تم مطلع الشهر المنصرم تحويل نشاط المركز الدولي للشباب، الواقع ببلدية سيدي فرج، الذي احتضن ولعدة سنوات نشاطات الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، باعتباره هيكلا استجماميا تابعا لها، إلى مركب سياحي، هو الآن حسب ما وقفنا عليه، مقصد للعائلات الجزائرية القادمة من الولايات البعيدة وحتى المغتربة، وهذا رغم نقص التهيئة به. يتربع المركز الدولي للشباب على مساحة إجمالية تفوق 7 هكتارات منها 4 هكتارات مساحة غابية والباقي عبارة عن قرية سياحية تضم مجموعة من السكنات للمصيف و"بانقالوهات" ومخيما صيفيا ومرافق مختلفة لتنظيم الحفلات والسهرات، بالإضافة إلى مسبحين، وهي مرافق قديمة يرجع تاريخ تشييدها إلى بداية السبعينيات، وكانت مستغلة من طرف الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، وحول المركز خلال 2007 لصالح الاستثمار الخاص في المجال السياحي، بعد عرض المزايدة الخاصة بذلك، وبات مركبا سياحيا، هو الآن ومنذ جويلية المنصرم مقصدا لعدد من العائلات العاصمية وتلك القادمة من مختلف ولايات الوطن. وحسب صاحب المركب السيد محمدي زيان، وهو مغترب عاد مؤخرا الى ارض الوطن، فإن الاستثمار في هذا الموقع، ينم عن رغبته في ولوج الاستثمار في القطاع السياحي في بلادنا، كونه بات أكثر من ضرورة في ظل النقص المسجل في هذا الجانب، والذي أدى بشكل يثير القلق الى تراجع السياحة المحلية، بفعل اختيار العديد من السياح الجزائريين من مقيمين ومغتربين، التوجه الى دول مجاورة وأخرى بعيدة لقضاء العطلة السنوية، في حين أن الجزائر تتمتع بمؤهلات سياحية هامة غير مستغلة، بسبب نقص المرافق والهياكل السياحية من إيواء وخدمات. وحسب نفس المصدر، فإن الموقع لا يزال يحتفظ بمرافقه الأصلية، وهي الآن مستغلة من طرف المصطافين وسيشهد مستقبلا وعلى مراحل، أشغال تجديد وتهيئة، وسيتم في بداية الأمر تهيئة 22 "شاليها" إضافيا وفتح قاعة "بولينغ" وتغطية المسبحين لتمكين الراغبين في السباحة من استغلالهما على مدار السنة، كما سيتم فتح محلات تجارية لبيع المنتوجات التقليدية الجزائرية، وهو توجه يرمي الى تثمين المنتوج الحرفي الجزائري والتعريف به كمنتوج سياحي مادي، بالإضافة الى تهيئة الغابة وتنصيب خيمة تقليدية. مركز متعة الشباب يقيم بالمركب الذي لا يزال يحتفظ عند مدخله بلافتته القديمة مثلما وقفنا عليه، ثلاثة أنواع من المصطافينو منهم العائلات التي اتخذت من الشقق و"البانقالوهات" جناحا للإقامة، وأخرى اختارت التخييم وسط الغابة، يجاورها أحد أفواج الكشافة الإسلامية قدم من ولاية المدية، بالإضافة إلى مخيم صيفي يضم أبناء البرلمانيين، ورغم أن الموقع لا يزال بحاجة الى تهيئة، فإن العائلات التي اختارت التخييم به ترى فيه مكانا لائقا، خاصة وأنه يقع بسيدي فرج، وحسب السيدة فطيمة بن تواتي، وهي أستاذة تعليم متوسط، فإنها قدمت من ولاية الأغواط رفقة الزوج والأطفال، بعد أن اعتادت اختيار ولايات أخرى على العاصمة، وما يستهويها في هذا المكان، هو وجود الأمن على مدار 24 ساعة، بالإضافة الى الجو العائلي الذي يتوفر عليه. وترى السيدة شوشان مديرة مدرسة قدمت من العاصمة مع عائلتها، أن إيجاد الأماكن اللائقة للتخييم وبأسعار معقولة في بلادنا، أمر مطروح بالنسبة لها، خاصة المواقع غير البعيدة عن قلب العاصمة "عادة ما كنت أخيم بولاية بجاية مسقط رأسي وبالتحديد بمنقطة أوقاس وتيشي، وفي أحيان أخرى ولاية مستغانم". وتضيف، و"بمجرد أن عرفت بوجود المركب عن طريق الأصدقاء، حتى اخترته ولم أندم على اختياره، ورغم وجود بعض النقائص فالأمن متوفر به، دون الحديث عن النشاطات الترفيهية والحفلات التي يتم تنظيمها لفائدة العائلات المصطافة". أول مخيم صيفي يحتضنه المركب هذه السنة شهدت هذه الصائفة دخول وكالات السياحة مجال تنظيم المخيمات الصيفية لصالح أبناء مختلف المؤسسات الوطنية، وحسب ممثل إحدى هذه الوكالات التي استأجرت موقعا للتخييم بالمركب المذكور، فإن هذا الأخير يعد الثالث من نوعه في الجزائر، وتعتمد وكالته في تأطيرها للمخيم الصيفي على برنامج خاص بالمخيم، من خلال تنظيم ورشات رسم للأطفال وأشغال يدوية ورحلات الى المواقع التاريخية والأثرية بكل من ولاية تيبازة والعاصمة، فضلا عن تنظيم مسابقات فكرية وأدبية لصالح الأطفال، وحسب محدثنا فإن هذا البرنامج هو نفسه المعتمد في المخيمات الصيفية الأخرى، وهو مكمل للمدرسة. من جانب آخر، وحسب السيد قطيش بثلجة ممثل الفوج الكشفي "السلام" من بلدية القلب الكبير في ولاية المدية، فإن فوجه اختار التخييم بهذا الموقع بعد أن اعتاد عليه منذ 2005، عندما كان تابعا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. مضيفا أن بلديته اعتادت تمويل هذه الخرجة لصالح الأطفال البالغ عددهم هذه السنة 47 طفلا، يضاف اليهم 21 مؤطرا، ويتم حسب التقاليد الكشفية اعتماد مواقيت ونشاطات ثابتة لصالح الأطفال.