افتتحت، أمس، بالجزائر العاصمة، وزيرة الثقافة خليدة تومي فعاليات المؤتمر العشرين للإيسسكو حول الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي، وهذا بحضور العديد من دول الأعضاء وممثلي المنظمات الدولية والإقليمة، والذي يهدف إلى صون التراث الأثري في المنطقة العربية وتعزيز سبل التعاون العربي في مجالات التعريف بالتراث الأثري وتنميته. ركزت خليدة تومي في كلمتها الإفتتاحية على ضرورة تفعيل إحداث التغيرات اللازمة للتكفل بالتراث الثقافي في إطار المسار الجديد للعولمة وإقتصاد السوق الذي يقع ضمنه التوافق بين المحافظة على التراث الثقافي والنمو السسيو إقتصادي، مشيرة إلى أهمية الميترو الذي سيتم إنجازه بين ساحة الشهداء والبريد المركزي، والذي سيكون متحفا مفتوحا أمام المواطنين للتعرف على أثار المدينة القديمة للجزائر. ودعت الوزيرة إلى العمل والتنسيق بين دول الاعضاء من أجل حماية الآثار الإسلامية في القدس باعتبارها من المعالم الحضارية التاريخية للهوية العربية. من جانبه، كشف الدكتور محمد الكحلاوي من الأردن، إثر تطرقه إلى موضوع التراث الأثري في الدول العربية على خلفية تحولات في الوطن العربي، إلى أن مصر وخلال أحداث 25 يناير، تعرضت إلى نهب أزيد من 1600 قطعة أثرية من مختلف المتاحف منها المتحف الإسلامي، كما سرق 1400 مخطوط علمي من المجمع العلمي المصري، وهو الوضع الذي سماه ب 'العمل البلطجي المنتظم' الذي يستهدف الآثار، مضيفا بأن هناك بعض الأثار سيتم استرجاعها عبر مساعدة الأنتربول، بينما هناك قطع أثرية أخرى سرقت للأبد بسبب عدم تسجيلها وجردها كممتلكات ثقافية. وفي ذات السياق، ذكر الدكتور طه حمدان من فلسطين، أن فلسطين تسعى بعد إكتسابها للعضوية الدائمة في اليونيسكو، إلى التقدم بملفات ترشيح 20 موقعا تاريخيا، ومنه التقديم العاجل لضم بيت لحم ضمن المواقع الأثرية العالمية. هذا، وركز المتدخلون على أهمية توعية النسيج المجتمعي للحفاظ على المقاومات الحضارية، من خلال إدخال المنجز الحضاري والإنساني في مختلف الأطوار التربوية، إضافة إلى تشكيل إدارة أزمات التراث مع توحيد جهة الإشراف المتخصصة في حماية التراث المادي واللا مادي، إلى جانب التنسيق مع كافة الجهات في داخل الوطن الواحد وتوحيد الرؤى بشأن الحفاظ على أصالة التراث الثقافي المهدد من قبل الزحف العمراني.