عاش العراق نهاية أسبوع دامية بمصرع 25 شخصا وإصابة أزيد من مئة آخرين في سلسلة تفجيرات استهدفت حجاجا شيعة كانوا متوجهين إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى مولد الإمام المهدي. فقد لقي 22 شخصا معظمهم من النساء مصرعهم وأصيب 99 آخرون بجروح مختلفة في تفجيرين انتحاريين نفذتهما امرأتان كانتا ترتديان حزامين ناسفين مساء الخميس وسط جمع من الزوار الشيعة في منطقة الإسكندرية شمال الحلة عندما كانوا في طريقهم إلى مدينة كربلاء لإحياء ذكرى مولد الإمام المهدي. وكان شخص آخر لقي مصرعه وأصيب 10 آخرون في انفجار قنبلة لدى مرور حافلة صغيرة مزدحمة بالزوار إلى هذه المدينة التي تعد من أقدس المدن لدى الطائفة الشيعية. وسجلت هذه الحصيلة الدموية رغم الإجراءات الأمنية المشددة التي اتخذتها السلطات العراقية بنشرها لأكثر من 40 ألف رجل أمن لتفادي حدوث تفجيرات انتحارية اثناء اداء مناسك هذه الذكرى. وذكرت مصادر الشرطة العراقية أنها ستفتش الزوار وتستخدم الكلاب البوليسية المدربة على كشف المتفجرات في إطار جهودها لمنع وقوع تفجيرات جديدة والتي تشهدها عادة مثل هذه المناسبات الدينية التي تحييها الطائفة الشيعية منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل صدام حسين عام 2003 . يذكر أن ذكرى ميلاد الإمام المهدي عرفت العام الماضي مواجهات دامية بين عناصر الميلشيات الشيعية التابعة لجيش المهدي الذي يقوده الزعيم الشيعي مقتدى الصدر والقوات العراقية خلفت مصرع العشرات اتخذ على إثرها الصدر قرارا بتعليق أعمال جيش المهدي. ولكن التفجيرات الانتحارية التي تنفذها النساء أصبحت هذا العام أكثر شيوعا في العراق وهو ما جعل القوات الأمريكية تتهم من تصفهم بالمتشددين في تنظيم القاعدة باستخدام النساء لتجنب التفتيشات الأمنية. وكانت ثلاث انتحاريات نفذن هجمات مماثلة بمناسبة إحياء ذكرى الإمام الكاظم الشهر الماضي خلفت مصرع حوالي 30 شخصا. وجاءت هذه التفجيرات تزامنا مع الدعوة التي أطلقها الزعيم الشيعي مقتدى الصدر باتجاه أنصاره للتوقيع على ما أسماها " وثيقة الدم" لمقاومة الاحتلال الامريكي. ودعا الصدر في بيان نشر بمدينة الكوفة أتباعه إلى التوقيع على وثيقة "العهد والبيعة للإمام المهدي" الإمام الثاني عشر لدى الطائفة الشيعية يلتزمون من خلاله بمقاومة الاحتلال الأمريكي إلى غاية إخراجه. وبموجب هذه الوثيقة يلتزم أنصار الصدر بمقاومة التواجد الأمريكي في جميع بلاد المسلمين عموما وفي العراق خصوصا لتحريرها من ما وصفهم بجيوش الظلام. وحدد الصدر أشكال المقاومة بأنها تكون إما "بالجهاد والمقاومة العسكرية أو بالجهاد والمقاومة الثقافية للفكر العلماني" وهو ما يعيد فتح باب المواجهة مجددا بين عناصر جيش المهدي والقوات الأمريكية والعراقية بعد فترة من الهدوء الحذر بين الجانبين. ويستمر مسلسل العنف في العراق بحصد المزيد من الضحايا المدنيين في الوقت الذي أكد فيه مسؤولون عسكريون بريطانيون أن بريطانيا تحقق أهدافها التي خططت لها في خفض عدد قواتها في العراق بعد تحسن الوضع الأمني في البصرة. وقال قائد القوات البريطانية في العراق الجنرال بارني وايت سبونر في ختام مهمته في العراق أن الوضع تحسن بشكل أصبح من الممكن تغيير مهمة هذه القوات العام القادم. وكان مسؤولون عسكريون بريطانيون اكدوا في وقت سابق على عزم لندن تخفيض قواتها بداية من النصف الأول من العام القادم بأقل من ألف جندي بما يسمح لها بتركيز الجهد على أفغانستان حيث يوجد ثمانية آلاف من جنودها.