في عددها الأخير لسنة 2014، جددت مجلة "الجيش" في افتتاحيتها التنبيه إلى المخاطر التي تحدق بالجزائر، في ظل "مرحلة التحول" التي يشهدها العالم، وفي ظل الأجواء السائدة إقليميا ودوليا. إذ اعتبر لسان حال الجيش الوطني الشعبي، أن الجزائر تبقى عرضة للمخاطر لأنها "تقع في قلب العالم وتحتل موقعا جغرافيا استراتيجيا ومكانة محترمة اقتصاديا وسياسيا". وأوضحت الافتتاحية معالم المخاطر التي تهدد الجزائر، عندما تطرقت إلى المتغيرات التي يعرفها العالم واصفة إياها ب«المتسارعة والمفاجئة"، والتي "أفرزت متغيرات اجتماعية واقتصادية وتكنولوجية وجيوسياسية جديدة، برزت على ساحة الاحداث والتي من شأنها إحداث صدمات وشروخ تؤدي الى قلب موازين القوى وتغيير المعطيات والقوانين". ومواصلة لتحليلها لهذه الأوضاع، أشارت إلى أن هذه الأخيرة تدخل في ما يسمى ب«الفوضى الخلاقة" التي تقف وراءها "أطراف تعمل على نشر الفرقة والتناحر والعنف، بتغذية النعرات الطائفية والمذهبية وإثارة الفتنة، ليتسنى لها التحكم والسيطرة وبالتالي إعادة تشكيل خريطة العالم وفقا لأهدافها ومصالحها، دون مراعاة لأمن واستقرار الدول واستقلال وسيادة الشعوب". وذهبت مجلة الجيش إلى أبعد من ذلك حين أشارت في افتتاحيتها إلى أن مانعيشه حاليا يعني أن "الأفكار والممارسات الاستعمارية عادت في القرن الواحد والعشرين في ثوب جديد وبوسائل حديثة ومتغيرات جديدة". في هذا الخضم، فإن الجزائر التي عرفت في العشرية الأخيرة "تسارعا في النمو" انعكس على معيشة المواطنين، و«فضلا عن حنكتها السياسية ودبلوماسيتها الرائدة التي جعلت منها قوة حوار إقليمية تعمل على تقريب وجهات النظر والمساهمة بشكل فعال في حل المشاكل والخلافات في بعض دول الجوار"، تفرض عليها رهانات وتحديات كبرى للتصدي للتهديدات المختلفة، كما تشير إليه المجلة. وتم التشديد في السياق على ضرورة الحفاظ على استقلال الجزائر وتثبيت أركان سيادتها وسلامتها الترابية والمحافظة على وحدتها الشعبية. وكذا على أهمية دور الجيش الوطني الشعبي، الذي تقع على عاتقه "مسؤولية صعبة وحساسة وأمانة تاريخية كبرى". ولهذا فإن المجلة وفي مقال عنونته ب«لا للمغالطات"، ذكرت بأن الجيش متمسك بالمهام التي خولها له الدستور وأنه لن يحيد عنها أبدا "مهما كلفه ذلك من تضحيات". وقالت إن الجيش الوطني الشعبي "منكب على أعمال التطوير والتحديث لمختلف الهياكل والمؤسسات العسكرية لتحقيق قفزة نوعية في مجال المنشآت والتجهيزات،وهو مهتم بتقديم تكوين جيد لاعداد أفراد يتمتعون بالاحترافية والمهنية". وفي ظل التوتر التي تعرفه المنطقة، كما سبق الحديث عنه، أشار المقال إلى أنه "بدل اعتماد الاثارة والمغالطة والمبالغة في اختلاق الأزمات وتزييف الحقائق على مختلف الأصعدة، بل وذهب البعض إلى حد التحريض والدعوة للتمرد بعبارات واضحة وصريحة"، فإنه حري بهؤلاء - كما أضاف- "الالتزام واحترام مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش الوطني الشعبي والمحافظة على استقراره وتماسكه ووحدته، وعدم الزج به في الشأن السياسي الذي هو ليس من مهامه على الاطلاق"، مضيفا أنه لابد من "عدم استغلال تمسكه بمهامه الدستورية للطعن في شرعية مؤسسات الدولة". واعتبر مقال الجيش، أن هذه "المحاولات اليائسة لبعض الأطراف" إنما تعكس "طموحات شخصية نابعة من أفكار بعيدة كل البعد عن تاريخ وجغرافية وواقع الجزائر، وتسوق لأفكار وتمنيات تحولت مع الوقت إلى أوهام، والتي تسعى لتجسيدها وتنفيذها بالوكالة"، مؤكدا أن الجيش سيبقى ثابتا ومتماسكا وواعيا بالتهديدات والمخاطر ومتمسكا بمهامه في ظل القوانين والنظم. من جهة أخرى، تضمن عدد "ديسمبر" حصيلة لنشاطات الجيش الوطني الشعبي طيلة سنة 2014 في جوانبها المختلفة (تعاون، نشاطات عملياتية، زيارات عمل وتفقد، تكوين، اتصال، صناعات عسكرية، خدمة وطنية، إحياء الذكرى الستين لثورة نوفمبر المجيدة، مكافحة الارهاب والجريمة المنظمة، الجانب الاجتماعي، المساعدات الانسانية والرياضة العسكرية). كما تطرقت المجلة لأحداث الشهر الجاري، وخصصت ملحقها للذكرى الستين لثورة الفاتح نوفمبر، أما روبورتاج العدد فكان أبطاله "رجال المهام الخاصة" عبر زيارة لمركز تدريب المغاوير ببوغار. وفي الملف الدولي تطرقت المجلة الى موضوع حقوق الانسان، كما نشرت دراسة عن ازدواجية التكنولوجيات "بين المتطلبات التقنية والتحديات السياسية والاقتصادية".