المرأة، هي ذاك الكائن القادر بإحساسه المرهف، على تحريك الراكد وتغيير ما يجب تغييره في المجتمع والعالم أجمع· المرأة وبدورها المتخفي في غالب الأحيان، أساس نمو الحضارات بل هي الثورة، في حد ذاتها، فكيف إذا كانت هذه المرأة كاتبة تحمل النظرة الثاقبة وتعبر على الورق بما يدور في كنهها وما حولها من أمور لا حصر لها؟ وفي هذا السياق، تنظم المكتبة الوطنية غدا وبعد غد الملتقى العربي "سرديات الكاتبة العربية "بمشاركة كاتبات وكتاب من العالم العربي· قال مدير المكتبة الوطنية الدكتور أمين الزاوي ل "المساء" إن الهدف من تنظيم الملتقى العربي" سرديات الكاتبة العربية" هو محاولة جمع شمل الكاتبات العربيات على مختلف الأجيال، بداية بجيل الخمسينات وهو الجيل المؤسس ثم جيل السبعينات فالجيل الجديد، اللواتي يكتبن باللغة العربية وباللغة الفرنسية· وأضاف الدكتور أن الهدف الأساسي من هذا الملتقى هو معرفة الهموم السياسية، الاجتماعية، الثقافية والسيكولوجية التي تهم الكاتبة العربية في المرحلة الراهنة على مستوى الرواية، السيرة الذاتية والقصة بالإضافة إلى التفكير في انشاء نادي "الكاتبة العربية" سواء افتراضيا أي عن طريق تأسيس موقع معين او عن الطريق المباشر من خلال التقاء الكاتبات العربيات مرة في الشهر أو الشهرين تتداولن طبيعة ومسار تقدم الكتابة لدى المرأة العربية· رفي إجابته عن سؤالي "المساء"، الأول حول تأخر المرأة في الكتابة والثاني حول انقسام الادب الى نسوي ورجالي وهل هو في صالح المرأة؟ اعتبر الزاوي أن المجتمع العربي بشكل عام، مجتمع ظل يقمع ويغطي ويخفي الكاتبة العربية، وأن الكاتبات مثل ليلى بعلبك، لطيفة الزيات، ومي زيادة، زهور ونيسي، خناثة بن نونة ونوال السعداوي، هي الأسماء التي أسست الخطاب الأدبي النسوي المتحرر بأشكال مختلفة، رغم وجود هذا المجتمع الذكوري، مضيفا أن الكاتبة العربية أصبحت أكثر جرأة وحضورا على الساحة الأدبية وهي مقياس لسقف الحرية في البلدان· العربية· بالمقابل ذكر الزاوي استحالة تأنيث أو تذكير الأدب، مؤكدا في السياق ذاته وجود حالة اجتماعية وسيكولوجية تعيشها المرأة الكاتبة لذلك يجب تنظيم ندوات وملتقيات لتشجيع الكاتبة ومعرفة هاجسها المركزي وهي التي قال عنها كاتب ياسين إن وزنها ليس من ذهب بل من بارود· للإشارة، يشارك في الملتقى العربي "سرديات الكاتبة العربية" كاتبات وكتاب من الجزائر، العراق، الاردن، مصر ، تونس، لبنان، ليبيا، سوريا، فلسطين والمغرب، سيتناولون يومي الغد وبعد غد المواضيع التالية: مداخيل الى السرد الروائي عند الكاتبة العربية"، أسئلة السرد الذاكرة والحياة"، أشياء عن السيرة الذاتية"، "الكاتبة والمحظور، "مداخل الى السرد القصصي"، " سرديات الكاتبة العربية أمم النقود الادبية"، "الآليات الجمالية للسرد النسوي"، "الكاتبة والتواصل"، و "شهادات الحياة والورق الأبيض"·