أوضح نزيم مقراني، رئيس جمعية وصال الخيرية أن المجتمع الجزائري تميز بروح التطوع الخيرية ومساعدة المحتاجين منذ زمن بعيد، واكتسب ثقافة التبرع بالدم رغم تخوفه من عدم تعقيم الأجهزة المستعملة، إلّا أن هذه الثقافة قد تغيرت بفضل الحملات التحسيسية المكثفة في هذا النطاق. وحسب المتحدث، فقد بات المواطن على دراية تامة بأهمية التبرع بهذا السائل الحيوي، وذلك بفضل المبادرات المكثفة التي قامت بها الجهات المعنية لتوعية الفرد بأهمية هذا الفعل الخيري وما له من انعكاسات إيجابية على المجتمع في مساعدة المريض المحتاج. وأشار مقراني إلى أن الأشخاص الناشطين في المجال الطبي وكذا الجمعيات الناشطة أولت اهتماما كبيرا لحملات التحسيس للتبرع بالدم، بنشاطات منظمة على مدار السنة، بهدف تشجيع المواطنين للإقبال على مختلف مراكز حقن الدم من أجل أداء هذا العمل الإنساني النبيل. كما نبه رئيس الجمعية إلى ضرورة التحلي بروح التطوع بصفة انتظامية، من خلال التقرب من مراكز الحقن المتواجدة بمختلف المستشفيات، نظرا للحاجة الملحة لهذا السائل الحيوي، مخاطبا جميع الفئات التي يتراوح عمرها ما بين 18 و65 سنة إناثا وذكورا ويتمتعون بصحة جيدة. وقال مقراني إن هذا العمل الخيري يعيد الأمل إلى المرضى، خاصة منهم الخاضعون للعمليات الجراحية، فضلا عن ضحايا الحوادث المرورية المسجلة يوميا، إضافة إلى وجود العديد من الحالات المرضية التي تحتاج إلى تجديد الدم بصفة دورية، فنقصه على مستوى بنوك حفظ الدم بالمستشفيات يهدد حياة هؤلاء جميعا. وأضاف محدثتنا أن تشجيع المواطنين على الإقبال على هذه العملية الإنسانية بالدرجة الأولى لا يتم فقط بإدراكه أهمية هذا الفعل، وإنما بطمأنته أنها مبادرة خيرية خالية من الأخطار، لاسيما أن الأدوات المستخدمة أحادية الاستعمال، ويتم رمي إبرة الحقن مباشرة بعد الاستعمال ليتم حرقها بعد ذلك. وأشار المتحدث، في معرض حديثه إلى أن حافلات جمع الدم التي تجوب العاصمة على مدار السنة لها دور فعّال في تقريب المواطن من هذا المركز لتسهيل عملية التبرع، مشيرا إلى أن هناك بعض المواطنين الذين يثمنون هذا الفعل، إلا أن ضيق الوقت يمنعهم من التوجه إلى المراكز المتواجدة على مستوى المستشفيات. وفي هذا الإطار، شدد محدثنا على أن عملية التبرع يجب ألا تكون مناسباتية وإنما لابد أن تصبح عادة تمارس بصفة دورية لخدمة المرضى الذين يحتاجون باستمرار إلى هذه المادة. وأخيرا، يقول المتحدث إنه رغم تسجيل قفزة ملحوظة للتبرع بالدم في السنوات الأخيرة، إلا أن ذلك لا يمنع من تكثيف الجهود من أجل جلب أكبر عدد ممكن من المتبرعين. وفي هذا السياق، دعا إلى عدم التخوف من هذه العملية التي يتم توفير الوسائل اللازمة لها، بالإضافة إلى الفوائد التي تنجم عنها والمتمثلة في الأجر الكبير الذي يحصله المتبرع من الله سبحانه وتعالى، فضلا عن التحليل المجاني للدم، إذ أنه في حالة المرض يتم استدعاؤه لمعالجته، إضافة إلى الزيادة في نشاط الدورة الدموية، كما يحظى بالأولوية في الحصول على الدم في حال إحتاج له.