أشرف الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عبد العزيز بلخادم أمس بجامعة سعد دحلب بالبليدة على افتتاح أشغال الجامعة الصيفية للحزب، وجدد في خطاب ألقاه بالمناسبة استنكار وتنديد الأفلان بالعمليات الإرهابية الأخيرة وأشار إلى رفض الشعب الجزائري العودة إلى سنوات التسعينيات وتمسكها بالمصالحة الوطنية. وقال السيد بلخادم أمام أكثر من 1000 مناضل جاؤوا من مختلف الولايات وإطارات الحزب أنه رغم الدمار وقساوة الألم الذي لحق بالجزائريين جراء تلك العمليات إلا أنه "هيهات لزمرة المؤامرة التي يديرها إجرام دولي أن تفرض منطقها على الشعب الجزائري كونه لم يستلم في تسعينيات القرن الماضي، وقرر أن لا يعود إلى الخلف وأكّد تمسّكه بمسعى المصالحة الوطنية وتجنّده من أجل استئصال ظاهرة الإرهاب نهائيا" ووصف الأمين العام للأ فلان ما حدث من تفجيرات إرهابية في الأيام الأخيرة الماضية بالعمل المروع، وبسلوك الغدر اقترفه الإرهابيون في حق الشعب الجزائري. وبعد أن أشار إلى أن تلك العمليات روعت مختلف فئات المجتمع، أوضح أن الإرهاب ليس له هوية ولا عنوان بل "هو جنون شامل أصاب بعض المخلوقات وحوَّلها إلى وحوش تزرع الرعب". ومن جهة أخرى تحدث السيد بلخادم عن موضوع الجامعة الصيفية للحزب التي تنعقد تحت شعار "الجامعة والمجتمع ..تحولات وآفاق" وذكر بأنّ اختيار هذا الشعار لم يكن اعتباطيا ولكن جاء استجابة لتحوّلات تعرفها البلاد في الوقت الراهن بدخول مسار إصلاح الجامعة عامه الخامس مع الدخول الجديد. وحسبه فإنّ اختيار هذا الموضوع ينم عن حرص الأفلان على المشاركة في تقديم اقتراحات حول إصلاح الجامعة وإبراز دورها في تحقيق التنمية وتطور المجتمع. وحول العوائق التي تعترض مسيرة الإصلاح والجامعة على وجه خاص دافع السيد بلخادم عن الحلول التي شرع في تنفيذها منذ سنوات واعتبر أن الهدف منها هو ضمان النوعية والجودة، موضحا أن الحلول للمعضلات التي تواجه الجامعة تأتي من خلال التوافق الوطني والحوار وتضافر جهود الجميع بعيدا عن الارتجال والعشوائية وأنصاف الحلول، مضيفا أن لا أحدا يملك حلولا سحرية بل الأهداف المسطرة تتحقق بالعمل. وعدد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني الانجازات المحققة منذ الاستقلال إلى اليوم، حيث انتقل عدد الطلبة من ألف طالب سنة 1962 إلى 1.2 مليون طالب اليوم ومن جامعة واحدة إلى 60 جامعة في 2008، وثمّن في هذا السياق الاعتمادات المالية الموجّهة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي. وتحدث السيد بلخادم في خطابه مطوّلا عن اللغة العربية وضرورة ترقيتها عبر إعطائها المكانة اللائقة في المنظومة التعليمية مع مراعاة الجانب المتعلق بالاهتمام باللغات الأجنبية الأخرى. وبالنسبة له فإن الاهتمام باللغة العربية يعني التمسّك بالهوّية الوطنية والجزائرية. وفي موضوع الجامعة أيضا ألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي السيد رشيد حراوبية خلال الجلسة الافتتاحية كلمة ضمنها إحصائيات حول ما تمّ تحقيقه. وتعهد الوزير بضمان مقعد بيداغوجي لكل الطلبة الجدد، موضحا أنّ جميع الإمكانيات تمّ رصدها تحسّبا للدخول الجامعي القادم. وذكر بأنّ عدد طلبة الجامعات والمراكز الجامعية بلغ 1.2 مليون طالب وأنّ نصف هؤلاء يستفيدون من الاقامات الجامعية، وأنّ 85 بالمئة منهم يتقاضون المنحة الدراسية وأنّ نسبة أكبر منهم تستفيد من النقل الجامعي. وأكد أنّ الجامعة الجزائرية بعد أن رفعت تحدي توفير مختلف المرافق دخلت في تحدّ جديد وهو ضمان الجودة والنوعية، وأصبحت تساير التطوّر والتحوّل الاقتصادي الذي تشهده الجزائر. ويذكر أنّ الجامعة الصيفية لحزب جبهة التحرير الوطني ستدوم يومين وتتناول مواضيع تتعلق بعلاقة الجامعة والمجتمع. وفي هذا الإطار تمت برمجة سلسلة من المحاضرات يلقيها أكاديميون وباحثون من الحزب تتناول مواضيع عدة منها "الجامعة مرفق عام وخدمة عمومية" ومسيرة التعليم العالي منذ الاستقلال إلى غاية 2008 و"الجامعة أمام تحديات العولمة ومجتمع المعرفة" و"إشكاليات لغة التدريس" و"أقطاب الامتياز" و"الاستثمار في رأس المال البشري".كما تمّ برمجة سلسلة من الورشات تعالج مواضيع البحث والتدريس في الطبّ والتحكّم في التكنولوجيات الحديثة والجامعة محرك التنمية، إضافة إلى ورشة حول نظام "ال.ام دي"لتقييم الخطوات المتفق عليها بخصوص النزاع في مالي .