توّجت أشغال المؤتمر السابع للاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية،"أكديم ايزيك" التي أسدل ستارها بمخيم السمارة للاجئين الصحراويين، بتجديد الثقة في الأمينة العامة للاتحاد فاطمة مهدي، لعهدة رئاسية جديدة تدوم ثلاث سنوات. وحصلت مهدي على 284 صوتا من أصل 363 صوتا في عملية انتخاب شاركت فيها 454 مؤتمرة صحراوية، بينما تم انتخاب 7 أعضاء جدد يمثلون المكتب التنفيذي لهذه المنظمة الجماهيرية. وتم إعادة تزكية فاطمة مهدي، بالإجماع للمرة الثانية على التوالي لثلاث سنوات جديدة، وهي العهدة التي تمت مراجعتها خلال المؤتمر السابق والتي كانت محددة بأربع سنوات، حيث سيشرع الطاقم التنفيذي الجديد للاتحاد بعد تأديته القسم بحضور محضر قضائي في تحديد معالم خطة العمل الجديدة للمرحلة القادمة، خاصة ما يتعلق بالتمسك بتجسيد آمال وتطلعات الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال والحفاظ على الخط الأساسي للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليزاريو". وأكدت السيدة مهدي، في كلمة بعد إعادة انتخابها على ضرورة المضي قدما في إطار مسيرة الكفاح المشروع من أجل الاستقلال والتحرر من نير الاستعمار المغربي، ملتزمة بالتمسك بالمبادئ الرئيسية العامة للحكومة الصحراوية، وجيش التحرير الصحراوي وجبهة البوليزاريو الممثل الوحيد والشرعي للشعب الصحراوي، الرامية إلى تحقيق استفتاء حر وشفّاف يضمن تقرير المصير وفق لوائح وقرارات الأممالمتحدة. وطالبت المتحدثة في هذا الإطار بوجوب تقيّد المرأة الصحراوية المناضلة والمكافحة في سبيل تحقيق النصر والحرية، بمواصلة حمل مشعل المقاومة والنضال ضد الاحتلال المغربي إلى غاية تطهير أراضي الصحراء الغربية من سياساته الاستعمارية التي استمرت 40 سنة كاملة، والعمل على الارتقاء بالمجتمع وحمايته من الآفات الخطيرة كالمخدرات. وأضافت أن المرأة الصحراوية تعد جزء لا يتجزأ من استراتيجية كفاح الشعب الصحراوي ضد العدو المغربي كونها تلعب دورا طلائعيا في حرب التحرير والبناء المؤسساتي للدولة الصحراوية، إلى جانب مسيرتها النضالية المتواصلة بالمناطق المحتلّة وجنوب المغرب، وبالمواقع الجامعية في سبيل تحقيق الأهداف الوطنية المبنية على استرجاع السيادة والاستقلال. وشهد اختتام أشغال هذا المؤتمر الذي دام ثلاثة أيام تحت شعار "ترقية النساء الصحراويات من أجل التحرير وصون المكتسبات"، إعداد البيان الختامي لهذا المؤتمر الذي حمّل المجتمع الدولي مسؤولية الانسداد الكبير الحاصل للقضية الصحراوية، وعدم التوصل لإيجاد حل نهائي يضمن استفتاء تقرير المصير بسبب التعنّت المغربي وما ينجر عنه من إطالة معاناة الصحراويين. واعتبر المشاركون كل المساعي الرامية إلى تكريس هذا الانسداد بمثابة وصمة عار في جبين الأممالمتحدة التي لم تحرك ساكنا إزاء التجاوزات الخطيرة للمخزن ضد حقوق الإنسان بالصحراء الغربية. وحذّر المشاركون في هذا الإطار من استمرار هذه الوضعية المقلقة وعدم التوصل لفرض لوائح الأممالمتحدة، والشروع في تنظيم استفتاء تقرير المصير وتوسيع مهام بعثة "المينورسو" لمراقبة حقوق الإنسان بالصحراء الغربية رغم تثمينهم لمساعي المبعوث الأممي كريستوفر روس، إلى المنطقة والعراقيل التي يصطدم بها في كل مرة من قبل العدو المغربي. كما سجلوا بإجلال كبير مواقف الدول الصديقة والشقيقة التي رافقت كفاح الشعب الصحراوي بالدعم و المؤازرة في مقدمتهم الجزائر الشقيقة وموريتانيا وجنوب إفريقيا وكوبا ونيجيريا وفنزويلا وغيرهم من الشعوب والحكومات، دون نسيان الوقوف في دعم كل القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها قضية الشعب الفلسطيني الشقيق ومقاومته الشريفة ضد الكيان الصهيوني. وسجل المؤتمر تقديم عدة رسائل وتوصيات سيتم التطرق لها لاحقا نابعة من وثيقتي القانون الأساسي وبرنامج العمل الوطني للمرحلة القادمة.