قام جون برينان، مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي. أي.إي"، بزيارة سرية الى الكيان الإسرائيلي خصصها لطمأنة حكومة الاحتلال بخصوص الاتفاق النووي مع إيران بداية الشهر القادم. ورفض الناطق باسم الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ووزارة الدفاع الإسرائيلية التعليق على هذا الخبر وحتى تأكيد إتمام هذه الزيارة. ولكن مسؤولين إسرائيليين رفضا الكشف عن هويتيهما أكدا لصحيفة "هآراتس" الزيارة وأضافا أن المحادثات التي أجراها مدير وكالة المخابرات الأمريكية تناولت مضمون المفاوضات الأمريكيةالإيرانية الجارية منذ عدة أشهر من اجل التوصل الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي لإيران. واكتست الزيارة أهمية بالغة بالنسبة للمسؤولين الإسرائيليين بدليل المحادثات التي أجراها مدير ال«سي.أي.إي" مع تامير باردو، مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي "موساد" التابعة للوزير الأول الإسرائيلي بالإضافة الى مدير المخابرات العسكرية الجنرال هيرزل هالفي، وكذا الوزير الأول بنيامين نتانياهو ومستشاره للأمن القومي يوسي كوهين. وحرص برينان، على عقد لقاءات مع كل هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين ضمن مهمة لطمأنة حكومة الاحتلال بخصوص الاتفاق مع إيران والتأكيد لهم على أن إسرائيل تبقى رغم كل ذلك "الطفل المدلل" للإدارة الأمريكية رغم الانتقادات وخطط سحب البساط التي اعتمدها الوزير الأول الإسرائيلي من تحت أقدام الرئيس الامريكي بلغت درجة تأليب الجمهوريين عليه لمنع تمرير الاتفاق عبر غرفتي الكونغرس. ولم يكتف نتانياهو، بذلك فقط بل راح ضمن حملة دبلوماسية دولية يؤكد أنه لا شيء يمنع بلاده من القيام بعملية عسكرية، وأن خيار تدمير المنشآت النووية الإيرانية مازال مطروحا على طاولة الحكومة الأمنية الإسرائيلية. ولا يستبعد أن تكون الإدارة الأمريكية أخذت هذه التهديدات محمل الجد الأمر الذي جعلها توفد قائد هيئة أركان جيوشها الجنرال مارتن دومبيسي، ألى إسرائيل والذي التقى أمس، بوزير الدفاع الإسرائيلي موشي يعلون، ورئيس هيئة الأركان الجنرال غادي ايشنكوت. ولا يمكن إخراج هاتين الزيارتين عن إطار سعي إدارة الرئيس الامريكي، طمأنة حكومة الاحتلال والتأكيد للمرة الألف أن الاتفاق النووي مع إيران غير موجه ضد أية جهة في منطقة الشرق الأوسط وبصفة خاصة ضد إسرائيل. وعكس تنقل اثنين من كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين الى دولة الاحتلال في زمن قياسي درجة الخلاف القائمة بين نتايناهو والرئيس باراك اوباما، الذي وجد نفسه في موقع المدافع عن خيارات بلاده أمام حليفه الاستراتيجي في كل منطقة الشرق الأوسط. ولكن أهم ما كشفته هاتان الزيارتان أنهما عكستا درجة التأثير التي يفرضها اللوبي الإسرائيلي على الإدارات الأمريكية، وقوة الضغط التي يمارسها عليها كلما تعلق الأمر بالموقف من إسرائيل أو أية صفقات واتفاقات بين واشنطن ودول المنطقة الأخرى.