يعرف قطاع الثقافة في ولاية سكيكدة حركية كبيرة وانتعاشا يتجسد من خلال العديد من المشاريع والمكتسبات التي تدعم بها، ناهيك عن مشاريع إعادة التهيئة التي تم الشروع فيها على أكثر من صعيد ومن أهم المكتسبات الثقافية التي استفادت منها عاصمة روسيكادا دار الثقافة «محمد سراج» التي أشرف مؤخّرا وزير الثقافة على تدشينها. الدار تعدّ تحفة فنية في غاية الجمال، وأكّد المهندس المعماري ومصمّم المشروع السيد فيصل كاسيس ل»المساء»، أنّ هذا الصرح الثقافي يعدّ الأوّل من نوعه وطنيا بهذا الحجم والمستوى، إذ يشّكل كما قال حقيقة ومجازا مدينة ثقافية بامتياز وجزائرية الانجاز مائة بالمائة، بما في ذلك مواد البناء فهي أنجزت على الطابعين الموريسكي والجزائري بلمسة فنية محلية تجمع بين الأصالة والمعاصرة. هذا الصرح الثقافي المتربّع على مساحة إجمالية تقدّر ب 05 ألاف متر مربع، ودامت مدة إنجازه تقريبا 08 سنوات بعد أن أسندت مهمة إنجازه ل 14 مقاولة، حسب حصة كل واحدة منها، وكلّف الخزانة العمومية 600 مليون دج، يتكوّن من 03 طوابق تشتمل على قاعة كبرى للعروض والمحاضرات مجهّزة بأحدث الأجهزة التكنولوجية المتطورة، تتّسع لأكثر من 600 مقعد، إضافة إلى العديد من المرافق منها مخبر للغات ومخبر للتصوير ورواق للفنون الجميلة وكذا مكتبة للأطفال وأخرى للكبار، فضلا عن قاعة أخرى متعدّدة النشاطات، وأخرى للمحاضرات تتّسع لحوالي 100 مقعد وأكثر من 10 ورشات وقاعة للمعارض زيادة عن قاعة للأنترنت وكافيتيريا. وسيسمح هذا المكسب الثقافي الذي تدعّمت به سكيكدة بالتفعيل الإيجابي للفعل الثقافي الذي يعمل على تكريس موروثنا الثقافي والفني في نفسية الأجيال. وإلى جانب هذه الدار، تدعّم القطاع الثقافي بمشروع إنجاز مكتبة رئيسية تقع بحي «ممرات 20 أوت 55» بوسط المدينة، تتربّع على مساحة إجمالية تقدّر ب2300 متر مربع، أنجزت على الطراز العربي الأندلسي بما يتوافق ويتماشى والهوية العمرانية للمدينة، يستجيب للمقاييس والمعايير الدولية ذات مسحة فنية تمتزج فيها الأصالة بالمعاصرة. وكلّفت المكتبة الخزانة العمومية 450 مليون دج وتضمّ العديد من المرافق من بينها قاعة للمحاضرات تتّسع ل320 مقعدا وقاعة للعروض وورشات فنية مختلفة مخصّصة لتنمية أذواق الأطفال خاصة في مجال المطالعة والإبداع، وجناح آخر خاص بالكبار يحتوي على قاعات للمطالعة وقاعات للأشغال، إلى جانب فضاء للأنترنت وآخر للإعلام الآلي زيادة إلى قاعات للفيديوتاك والعرض وأخرى لاستقراء الأقراص المضغوطة وسينماتك زيادة إلى أروقة مخصّصة لمختلف المعارض. ومن المتوقّع أن تستلم في جانفي 2016 على أكثر تقدير بالخصوص وأنّ الأشغال تعرف تقدّما كبيرا في الإنجاز. كما يعرف المسرح الجهوي لسكيكدة الذي يعدّ أوّل مسرح على المستوى الوطني يتمّ تصنيفه، كمعلم تاريخي لقيمة هندسته المعمارية وديكوره وزخارفه الفنية والنقوش النادرة المتواجدة به، حسبما جاء في الجريدة الرسمية ل25 /12 /2014، عملية ترميم واسعة انطلقت مطلع شهر مارس الأخير بعد أن رصد للمشروع غلاف مالي إجمالي يقدّر ب 130 مليون دج، حيث ستمس العملية كمرحلة أولى بأشغال التهيئة من ترميم وتدعيم للهياكل وتجديد البناية بصورة عامة وكاملة لجعلها تتلاءم والمواصفات التقنية العالية للمسارح العالمية لتليها فيما بعد، وكمرحلة ثانية أشغال التكييف المركزي والتجهيز العام من مقاعد وتلبيسات داخلية وتدعيم المسرح بمختلف الأجهزة التقنية الضرورية جدّ المتطوّرة من أجهزة العرض وأجهزة نظام الصوت والإضاءة. للإشارة، خضع المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة الذي تمّ إنجازه على أنقاض معبد فينوس وتدشينه في 19 جانفي 1932 والمتربع على مساحة تقدّر بحوالي ألف متر مربع، لدراسة تقنية مفصلة ودقيقة من قبل الخبير الجزائري المرحوم الدكتور عبد العزيز بجاجة. ويعرف قصر مريم عزة المعروف باسم قصر ابن قانة المتواجد بالطريق العلوي لسطورة في وسط غابي يطلّ على البحر والمصنّف منذ سنة 1981 كمعلم تاريخي وإرث وطني تاريخي محفوظ أيضا، أشغال عملية إعادة تهيئته بغلاف مالي إجمالي قدر ب 100 مليون دج، سيتم بعد انتهاء أشغاله تحويله إلى متحف تاريخي. للإشارة، بني قصر مريم عزة سنة 1913 من طرف المهندس المعماري مونتالون بأمر من رئيس بلدية سكيكدة خلال التواجد الاستعماري بول كيتولي ليهديه لزوجته مريم بعد الحرب العالمية الثانية، وبوفاة بول مونتالون اشترى القصر شخص ثري من منطقة بسكرة اسمه ابن قانة، إلاّ أنّه ترك المكان ورحل بعد تهديدات وضغوطات المعمرين القاطنين للحي قبل أن يتم استرجاعه سنة 1981 من قبل السلطات الجزائرية... زيادة عن مشاريع إنجاز المكتبات الجوارية بالعديد من بلديات الولاية وكذا متحف تاريخي كبير وآخر للآثار.