قدم نهاية الأسبوع العرض الشرفي لمسرحية "الأميرة الحزينة" لتعاونية حميزي أمساكو; وذلك بدار الثقافة محمد العيد آل خليفة، حيث كان الإقبال كثيفا من طرف الجمهور الصغير الذي جلبه ديكور مميز بالأضواء والألوان وبالسحر الذي يتوغل إلى عالم الطفولة. يعد هذا العمل الذي أخرجه محمد بوعلاق من الأعمال الهادفة التي تساهم في تنشئة الطفل اجتماعيا وثقافيا، وقد شارك في أداء أدواره كوكبة من الفنانين المنتمين إلى عدة جمعيات على غرار تاعشيت عماد الدين الذي أدى دور "الملك" و دلال بن ساسيفي "الأميرة" وتاكفاريناس بوبكر في دور"الحكواتي" و زكرياء سعداوي "العازف" وأكرم تومي في دور "المهرج" وعقبة فرحلت في دور "الوزير". أكد المخرج أن الممثلين الستة قاموا بتقمص شخصيات المسرحية بإتقان، مضيفا أن العرض الشرفي لهذا العمل الجديد سيضع لبنة جديدة لبعث الحركية الثقافية بالولاية. يروي العرض حكاية أميرة تعيش حياة كلها مرح وفرح متعلقة جدا بكل ما هو جمال وفن، لذلك تهتم بالرسم والشعر والأدب والموسيقى وغيرها من الفنون، كما أنها مولعة باللهو واللعب والانطلاق، الأمر الذي ينزعج له مستشار الملك وذراعه القوي لذلك ينجح في تحريض الملك فيمنع كل مظاهر التسلية والثقافة ويحاصر الفنانين، الأمر الذي يدخل الأميرة في حزن عميق. بالمناسبة، أوضح المخرج بوعلاق أنه يجتهد كي يوصل العرض إلى الصغار فيستوعبوا رسائله ويتذوقوا جمالياته. يرى المخرج أن مسرح الطفل مشروعه الذي يهتم به منذ عشر سنوات، وهو يحاول تجسيده أفكاره على الركح. أما فيما يتعلق بمسألة توظيف الديكور، فيرى المخرج بأنه كان بسيطا متناسبا مع متطلبات المسرح الصغير، كذلك الحال مع الألبسة التي تتماشى وخصوصية الفرجة التي يستمتع بها الطفل بعيدا عن التوجيه المباشر والتلقين، فللطفل أيضا حقه المضمون على الخشبة تماما كالجمهور الكبير. أما الممثلة دلال بن ساسي، فأشارت إلى أن العرض هو أول مشاركة لها، ورغم ذلك فإن شهادة المختصين والجمهور أكدت أنها أدت دورها بإتقان، كما أشارت أنها كانت دوما ولوعة بالمسرح وجاءت الفرصة التي منحتها إياها السيدة فتيحة حميزي رئيس تعاوينة "حميزي أمساكو" التي اقترحت عليها الدور ضمن هذا العمل المموّل من وزارة الثقافة في إطار صندوق دعم الإبداع. أضافت المتحدثة أن العمل جاء متكاملا ومتناسقا بين مجموعة الممثلين وأرجعت ثمرة ذلك لجهود المخرج الذي لم يبخل بتوجيهاته خصوصا بعدما أتاح فرص التكوين للشباب وتلقينهم مهارات الإخراج المسرحي وكسب مفاهيم مسرحية جديدة، وقد استغرق التدريب على المسرحية قرابة الشهر. وفيما يتعلق بفكرة تقديم الجديد والممتع للأطفال، قالت الممثلة دلال بن ساسي: " فضلت في دوري أن يرى الأطفال في"الأميرة الحزينة" صورة مجسدة للجمال والرقة، وكنت سعيدة عندما اندمج الأطفال في دوري ، عندها شاهدت الإعجاب والتزكية". للإشارة، توصف مشاركات مخرج هذا العمل المسرحي بالناجحة على العموم، فهو يتوجه للجمهور بالعرض الهادف وقد سبق له وأن كتب أربعة نصوص مسرحية وتقمص أدوارا في أكثر من 30 مسرحية منها "النجمة والشهاب" و«ليلة الشك" وأهراج و«في انتظار قودو".