لم ينتظر أحمد بلحاج المدعو "بابا"، رئيس مولودية وهران طويلا بعد عودته من إسبانيا، لينتقل إلى السرعة القصوى في صراعه مع مدربه الفرنسي جان ميشال كافالي، حيث فاجأه بقرارات ستقلص كثيرا من صلاحياته التي كان يتمتع بها، والتي لم تُمنح لأي مدرب قبله أشرف على المولودية. وأول هذه القرارات هو إعادة المسيّرين عبد الكريم حساني والكاتب العام توفيق بلحسن لممارسة عملهما عاديا في الفريق، سواء تعلّق الأمر بتحضير سفريات المولودية، ورئاسة وفدها خارج مدينة وهران، وتفعيل حنكته في التسيير التي اكتسبها من خلال تواجده الطويل بالفريق، والعمل مع كل رؤسائه السابقين بالنسبة لحساني، وتحضير بعض الأمور الإدارية، خاصة ما تعلق منها بملف مشاركة المولودية في منافسة كأس الكونفيدرالية الإفريقية لكرة القدم، ومتابعة كل صغيرة وكبيرة تتعلق ببلحسن. كما قرر "بابا" تنصيب اللاعب السابق للفريق زبير واسطي مناجير عاما، سيكون الوسيط بين الإدارة والمدرب كافالي، أو بمعنى أصح بينه وبين هذا الأخير، وتفعيل قراره بإنزال الثنائي بن شاعة وبن الشيخ للتدرب مع فئة الآمال، وهو القرار الذي تجاهله المدرب كافالي، وأغضب كثيرا رئيس "الحمراوة"، ليختم "بابا" سلسلة قراراته بتكفّله شخصيا بعملية الانتدابات الشتوية، وترسيم تربص في هذه الفترة، سيحدد هو مكانه لاحقا، لكن لن يكون بإسبانيا بالتأكيد. وبحسب المتتبعين، فإن خرجة الرئيس "بابا" هذه، الهدف منها استعادة هيبته أمام الجميع، وأولهم كافالي، والتأكيد على أنه يبقى هو الآمر الناهي في المولودية الوهرانية، وأن "الحشمة" لها حدود. وقبل هذا وذاك وضع المدرب الفرنسي أمام الأمر الواقع، ودفعه إلى الاستقالة مادامت إقالته ستكون مكلفة جدا، ودليل هؤلاء أن كل قرارات "بابا" هي رد صارم من قبله، وتعاكس أهواء المدرب الفرنسي؛ ما دفع هذا الأخير إلى التعليق على قرارات رئيسه بأنها تدل على جفاء غير مفهوم تجاه شخصه، وأنه لم يفعل شيئا حتى يلقى هذه المعاملة من قبل رئيسه. وذهب كافالي بعيدا عندما قال: "أنا باق في منصبي، وسأستمر في عملي مادام لم يكلّمني الرئيس "بابا" ولم يشعرني هو شخصيا بهذه القرارات. لم أفهم ولم أستوعب إلى حد الآن رفضه الجلوس معي على طاولة واحدة للتحدث عن أمور المولودية التي أحببتها وأنصارها ومدينة وهران. وأقولها بصراحة: إذا لم يرغب "بابا" - الذي أحترمه كثيرا- في بقائي، فأنا على استعداد لتقديم تضحيات، والانسحاب وفسخ العقد بالتراضي، وسأبقى المناصر الأول للمولودية". نساخ يندمج وكافالي يعوّل على بلعباس من جانب آخر، اندمج أول أمس، المدافع نساخ شمس الدين مع المجموعة بعدما خاض تدريبات بمفرده تلت عملية التأهيل التي خضع لها تتمّة للعملية الجراحية الناجحة التي خضع لها، والتي غيّبته عن الميادين وفريقه لأكثر من ثلاثة أشهر، في حين تدرّب على انفراد كل من لموشية، براجة وبلعباس، هذا الأخير الذي يعوّل عليه مدربه كافالي لإعطاء التوازن للدفاع المقبل على اختبار جدي ضد مولودية الجزائر بعد غد بملعب عمر حمادي.