حث الأستاذ أحمد بجاوي على تلقين السينما في المدارس بدءا من الطور الابتدائي إلى غاية الطور الجامعي. أما الأستاذ الفرنسي غي شابويي فقد أكد على أهمية نقل تركة الأجداد عبر الفن السابع، الذي يُعد، حسبه، أحد مظاهر الديمقراطية. وبالمقابل، ركز الباحث الإنجليزي على عامل المدينة في مشروع بحثه حول فيلم "معركة الجزائر". احتضنت قاعة السينماتيك، أول أمس، الندوة الأولى للمهرجان السينمائي الملتزم تحت عنوان: "لماذا يُعد تدريس السينما أمرا مهمّا؟"، من تنشيط الأستاذ والناقد السينمائي أحمد بجاوي والسينمائي الفرنسي ومؤسس المدرسة العليا للسمعي البصري بجامعة تولوز غي شابويي، إضافة إلى الباحث الإنجليزي آلان أولاري. وقال بجاوي إنه شهد العصر الذهبي للسينما الجزائرية حينما كانت قاعات السينما يتجاوز عددها 450 قاعة، علاوة على عروض الأفلام التي كانت تُبث في الهواء الطلق بالمناطق النائية للبلد، مضيفا أن هذا الوضع سرعان ما تغيّر، وأصبح تقليد زيارة قاعات السينما نادر الحدوث. وأضاف المتحدث أن من الضروري إحياء رغبة مشاهدة الأفلام في قاعات السينما، ولن يحدث ذلك إلا بغرس هذا الحب في الصغر، وبالضبط في طور الدراسة. كما أشار إلى أهمية أن يحتكّ الطفل بالأفلام من خلال مشاهدتها بصفة منتظمة. أما الأستاذ الفرنسي غي شابويي فتحدّث عن تجربته المتمثلة في تأسيس مدرسة للسينما والسمعي البصري داخل جامعة تولوز. وقال إنه ابتغى إنشاء مدرسة خاصة بالفن السابع، وكان له ذلك سنة 1979 رغم صعوبة تحقيق ذلك، مضيفا أنه أصرّ على أن تكون المدرسة حكومية حتى يتسنى للجميع ولوجها. وأضاف الأستاذ أن طلبة المدرسة مجبَرون على الإلمام بكل ما يتعلق بصناعة الفيلم، وهذا لمدة سنتين كاملتين، ومن ثم يتخصصون في وجه واحد من هذه المهنة، مشيرا إلى أنه بهذه الطريقة، يمكن للمخرج أن يتقن كل ما له علاقة بعملية صنع الفيلم. وعاد مخرج فيلم "الزيتونة" حول القضية الفلسطينية، إلى عام 1976، حينما زار الجزائر وأُعجب أيّما إعجاب بالنقاش الذي دار حول فيلم عُرض في الشارع، وهو الذي كان يدل على ثقافة الجزائريين الواسعة في الفن السابع، ليعيد ويذكر أهداف السينما، المتمثلة في نقل الموروث، وإظهار الوجه الآخر للأحداث والكشف عن المستور. أما مدير مركز بحث جامعة ليدز آلان أولاري، فتحدّث عن اهتمامه بالفيلم الشهير "معركة الجزائر"، حيث يعمل هذه الأيام على دراسته، مركزا على جانبه العمراني بدل من جوانبه الأخرى التي طالما أخذت الصدارة مثل طريقة إسقاطه الواقع.