تشهد أسعار زيت الزيتون خلال الموسم الجاري، ارتفاعا ملموسا مقارنة بالموسم الماضي، ما قد يؤثر على "عولة" الجزائري من زيت الزيتون! حيث وقفت "المساء" على أسعار تتراوح بين 750 إلى 1000 دينار، والأسباب يرجعها البعض إلى ارتفاع الحرارة وتراجع سقوط الأمطار المبكرة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر.. كشف عدد من منتجي الزيتون ببلدية بني عمران في ولاية بومرداس، إحدى أهم الولايات المنتجة لزيت الزيتون، عن انخفاض محسوس في غلة الموسم الجاري، ما ينعكس سلبا على كمية زيت الزيتون المنتجة وبالتالي على ارتفاع سعر اللتر الواحد منها، وأجمعوا على أن نقص تأهيل الفلاحين في العناية بالأشجار، وكذا نقص الدعم الموجه لهذه الشعبة الفلاحية، إضافة إلى نقص اليد العاملة في جني الزيتون، أسباب مقنعة تقف وراء ارتفاع أسعار اللتر الواحد منه خلال الموسم الفلاحي 2015-2016. سعر مقبول رغم ارتفاعه وأشار السيد لعزيب، منتج الزيتون بقرية آيت عثمان ببلدية عمال في بومرداس، في حديث مع "المساء"، أن درجات الحرارة المرتفعة التي ضربت المنطقة منذ أفريل 2015، أثرت على ثمار أشجار الزيتون، بالتالي على كمية الإنتاج المحلي لزيت الزيتون، ملفتا كذلك إلى الاعتماد وبشكل كبير على نساء العائلة في جمع الغلة بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة. كما اعتبر السيد يوبي منتج الزيتون من بلدية بومرداس، التقته "المساء" بمعصرة في منطقة بوعيدل، أن غلة الموسم الجاري ناقصة مقارنة بالموسم الماضي، بسبب الرطوبة التي ضربت أشجار الزيتون واعتبر أن سعر اللتر الواحد الذي استقر في حدود 800 دج مقبول بالنظر إلى نقص اليد العاملة، أضف إلى ذلك أسعار عصر الزيتون في المعاصر. أما منتج آخر جلب غلته السنوية من الزيتون لنفس المعصرة، فأرجع غلاء زيت الزيتون إلى قلة إنتاج الأراضي الزراعية مقارنة بالسنوات الماضية، وإهمال العديد من المساحات المزروعة بسبب قلة الدعم والإرشاد. وفي السياق، يتحدث السيد محمد شارف رئيس جمعية محلية تعنى بالإرشاد الفلاحي ودعم غرس الزيتون، أن شعبة الزيتون وإنتاج زيته تعاني الكثير من النقائص بإقليم بومرداس، ومن ذلك يتحدث عن عدم خروج التقنيين لمرافقة صغار الفلاحين وإرشادهم حول كيفية العناية بالأشجار؛ "نحن كجمعية "أسيرم" المحلية نملأ هذا الفراغ، حيث نخرج ميدانيا لنلقن الفلاحين كيفية غرس الشجيرة والاعتناء بها خاصة في موسم الأزهار، خوفا من إصابتها بفطريات تقضي على الإنتاج"، يقول السيد شارف، موضحا أن الجمعية لا يمكنها تغطية كل احتياجات الفلاحين بسبب نقص الدعم: "رغم ذلك، تمكنا بفضل غيرتنا على المنطقة وعلى شجرة الزيتون رمز الأصالة والتراث بالنسبة لنا، غرس أكثر من ألف شجيرة زيتون في الجهة الغربية للولاية خلال الموسم الماضي، والحمد لله، يمكننا التأكيد على أن العملية نجحت بأكثر من تسعين في المائة، بدليل إزهار الكثير من الشجيرات"، يقول نفس المتحدث. من جهته، اعتبر السيد كريم حيدوس، صاحب معصرة بدشرة تيزي مقوش في بوعيدل، بلدية عمال، أن سعر اللتر الواحد لزيت الزيتون معقول حتى وإن بدا غير ذلك للمستهلك، فوفرة الإنتاج نسبيا خلال هذا الموسم لا تنعكس على تراجع السعر، "لأن الذي ينتج الزيتون ويجمع حباته من الغابات يحس بأن 750 أو 800 دينار ثمن بخس لا يعكس مجهوده، والذي يشتريها يعتبرها غالية ونحن بين الطرفين كأصحاب المعاصر". ويعتبر السيد حيدوس واحدا من الذين استفادوا من قرض مصغر في إطار ‘أونساج' ونجح في مشروعه الذي اختاره بنفسه والمتمثل في فتح معصرة بالنظر إلى انعدامها في قريته والمناطق المجاورة لها، موضحا أن ذوق الزيت يكون على حسب الزيتون، فالأشجار التي تقابل الشمس تنتج زيتا أصفر اللون يسمى ‘أسمّر'، والتي تكون في الظل تنتج زيتا مصفرا يميل إلى الاسوداد ويسمى ‘أمنسو'، إلا أن القاسم بينهما هو الذوق الجيد لشجرة مباركة. زيت مغشوشة المتجول في الأسواق سيجد أسعارا متفاوتة لزيت الزيتون، فهناك من يبيعها ب650 دينارا وآخر بأقل من ذلك، كما قد تصل إلى 1000 دينار، ما يثير تساؤلاً حول سبب هذا التفاوت في أسعار هذه المادة من بائع إلى آخر، أو إن كانت زيت الزيتون المسوقة في المتاجر مغشوشة من عدمه؟ في السياق، يعترف كريم حيدوس، بظاهرة تسويق زيت مغشوشة، لذلك فإن العائلات تقترب من المعاصر بهدف التزود بهذه المادة. فيما يفند علي بوسعيدي تاجر ببلدية بني عمران، تسويق زيت زيتون مغشوشة، "وإن حدث ذلك فربما في الأسواق الفوضوية، لذلك ندعو الناس إلى التزود بمادة زيت الزيتون من المعاصر أو المتاجر ذات الثقة، موجها دعوة للسلطات المعنية من أجل تنقية الغابات وتقليم آلاف أشجار الزيتون في المنطقة من أجل رفع الغلة، بالتالي انخفاض أسعار اللتر الواحد لصالح المستهلك.