أصبح الإقبال الكبير على بعض الحلويات التي تصنع ديكور بعض الشوارع العاصمية، ظاهرة يومية تدل على أن ثقافة الاستهلاك غائبة! فبين تاجر يريد ملء جيبه ومستهلك يريد ملء بطنه، تداس المعايير الصحية في العديد من المحال.. أما في الأسواق الموازية فحدث ولا حرج! والظاهر أن وزارة التجارة شددت في هذه الأيام عمليات الرقابة وقمع الغش، إثر تسجيل عدة حالات تسمم غذائي منذ بداية رمضان، يقال أن ارتفاع الحرارة ساهم في حدوثها، ولو أن الحرارة لا علاقة لها بعدم احترام شروط الحفظ والتخزين التي لا يفكر فيها بعض التجار غير الشرعيين قبل الفوضويين بشهادة الحلويات الرمضانية التي أصبحت تباع خارج المحلات؟! لكن منظر المواطنين الذين يقبلون إقبالا كبيرا على الحلويات الرمضانية المعروضة في الهواء الطلق، يدعو إلى الثريت حتى لا نتهم التجار وحدهم، بأنهم سبب انتشار التسممات الغذائية، لأن الواقع المعيش يؤكد في العديد من المرات، أن وراء لامبالاة التجار طمع المستهلكين الذين يقبل أكثرهم على اقتناء المواد الاستهلاكية في أي مكان وفي أية ظروف ولا يهم إطلاقا إذا كانت غير محفوظة أو عرضة للشمس والغبار وأدخنة السيارات والحشرات.. فالمهم أن تتم الاستجابة لنداء المعدة حتى ولو كان الثمن تسمما أو أوبئة فتاكة!! وطالما أن الأمور تسير على هذه الشاكلة، فإنه لا ريب في أن مواجهة ظاهرة التسممات الغذائية التي تقود الناس إلى المستشفيات والقبور، من خلال تكثيف عمليات المراقبة و قمع الغش، تظل إجراء عقيما إلى حين أن تتم محاربة التسممات السلوكية التي تجعل المستهلك يغش نفسه بنفسه!